الخريف القادم على الأبواب
انحسر النيل وغدا الخريف في آخر أيامه، وآثاره لا تزال (تطن وتنوني) لكن ما إن تهب نسمات الشتاء، حتى ننسى الخريف بعشرات الضحايا الذين سقطوا فيه، وسينتظر المتضررون هذا العام مع متضرري العام الماضي ليفاجئنا خريف العام القادم والبيوت تقام على الهشاشة والمصارف لا تزورها(مكشاشة) وكما غنى عثمان حسين (عمر السنين أيام).
ينبغي العمل بجد وضمير لأجل تلافي كل الأخطاء التي تراكمت كل هذه الأعوام حتى خفنا أن نسمع بوصول طائرات إغاثة قبل الخريف..
تردي البيئة سببه الأول المواطن، فالناظر لكل المتكدس من النفايات يرى بجلاء أنها ملقاة بطريقة (عدي من وشك).
إن أمة مريضة هي أمة فقيرة وجاهلة، لذلك يبقى القضاء على الأمراض أولا.. وأهلنا يقولون في مثلهم المعبر.. (اللهم غطي الفقر بالعافية)
لقد سقطت كل الأحياء في امتحان الخريف، وأصبح الوصول لأي بيت في الخرطوم يحتاج إلى ربط طوق نجاة من الغرق على جانب العربة..
الخريف القادم على الأبواب ولو كان حقا أن الخرطوم تحتاج إلى سبع سنوات لخلق مصارف دائمة، فنريد أن نعرف بداية تلك السنوات
على الذين يشيدون بيوتهم في الرخو من المكان والهش من المناطق ومجاري السيل أن يبتعدوا عنها ولو باللجوء إلى الإيجارات حتى يجنبوا أنفسهم وأهليهم التهلكة وييسر الله لهم الأفضل..
*جوبا مالك عليا
وزيارة مشار للخرطوم وإن كانت بعلم جوبا، فلقد كانت كل المؤشرات تدل على أنها لن تمر مرور الكرام.. الحركة الشعبية متوجسة جدا من الخرطوم، ولم تنس له انشقاقا قديما والاتفاق مع الخرطوم في حقبة التسعينات..
لم يصبح مشار نائبا لسلفاكير إلا بالموازنات القبلية، وبقي مافي القلب في القلب، ولعل المغفرة كانت غير حقيقية أو لعل الحذر ظل قائما بتوصية من الراحل قرنق حتى
لو زار مشار أي عاصمة أخرى، فلن تضع جوبا خطا تحت الزيارة هذه، لكنها ستضع خطوطا بعدد براميل النفط المنتجة من الجنوب لزيارته للخرطوم..
اتهمت جوبا الخرطوم بدعم المتمردين وهو اتهام يتجدد مع كل هزيمة يمنى بها الجيش الرسمي للدولة المضطربة..
السودان يهمه جدا أن يكون الوضع مع كل جيرانه على أفضل ما يكون، فلقد أنهكته طول الحرب والحدود.
*الدم الحرام
ووالله إن القتلى في الحروب العبثية ما بين القبائل لتدمي القلوب وتحجر المداد في بطن القلم.
[/JUSTIFY]هتش – صحيفة اليوم التالي