الطاهر ساتي

سمعاً وطاعة يا .. ولاة الأمر ..(1)

[ALIGN=CENTER] سمعاً وطاعة يا .. ولاة الأمر ..(1) [/ALIGN] ** الشفافية ترسم معالمَ للحكم الراشد .. هكذا جاء شعار منتدى شفافية المال الحكومى الذي نظمته البارحة الأمانة العامة لمجلس الوزراء بالتنسيق مع وزارتي العدل والمالية ثم ديوان المراجعة العامة .. والمنتدى ناقش أمر المال العام حاثا الكل على أهمية المحافظة عليه ، وحمايته وتوظيفه بكل شفافية في الغايات التي تخدم مصلحة الناس والبلد ..هكذا كان جوهر المنتدى الذي تحدثت فيه أمانة المجلس ووزارتا العدل والمالية وديوان المراجع حديثا طيبا راقني كثيرا ، ولايسعني إلا أن أشكر ولاة أمرنا الذين شاركوا في ذاك المنتدى ..ولأنني مغرم بطاعة ولاة الامر ، يشرفني جدا تنفيذ ماخرج به منتداهم : العمل على حماية الأموال العامة .. يلا ننفذ ..!!
** الهيئة العامة لمياه هذا الوطن الحبيب لاتزال تتلقى قرضا سنويا من الصين مقداره ( 12 مليون دولار كل عام ) ، ..منذ العام ( 2001 ) ..والغاية التي يجب أن يخدمها هذا القرض هي : إنشاء وتقوية محطات المياه بكل ولايات السودان .. وكما تابعت منتدى الشفافية بالبارحة ، حتما أنك تتابع أزمة المياه التي تعاني منها مدائن وأرياف السودان منذ بداية هذا الصيف .. وهنا يصبح السؤال المشروع : لماذا لا تتناسب مليارات القرض الصيني تناسبا طرديا مع مياه المدن والأرياف ..؟..أي ، لماذا تجف مياه المحطات بمدن وأرياف السودان رغم أن هيئة المياه تستلم كل تلك القروض المليارية سنويا ..؟.. الإجابة محزنة ، أرسلها لنيابة الأموال العامة لتحمي أموال الناس من الإهدار بالقانون ، ولتوظف ماتبقت لخدمة مصلحة الناس والبلد ، كما قال ..منتدى الشفافية ..!!
** أبدأ بسرد ماحدث للقرض الصيني بالشمالية ، حيث نقرأ سويا نصا من خطاب مدير مياه الشمالية الموجه لمدير الهيئة العامة ، حيث يحدثه عن حال المضخات التي استجلبت من الصين قائلا بالنص : ( ..نفيد سيادتكم أن المضخات الكهربائية التي وصلت الولاية من معدات القرض الصيني ظهرت بعض المشاكل في المضخات والمولدات .. وتلفت معظمها أثناء التركيب .. والآخر بعض التشغيل بفترة وجيزة .. وتلفت اربعة موتورات أثناء تركيبها .. وسقطت خمسة مضخات في الآبار نسبة لضعف القلووز الناتج من رداءة خام المواسير .. أما المولدات ، فهنالك مشاكل في الاستارترات وخزنة السويتش ، والآن غير مستفادة منها .. والله ولي التوفيق .. م ، ح ، م / مدير عام هيئة مياه الولاية الشمالية ) .. هكذا حال القرض بالشمالية ، حيث المولدات الجديدة في مستند العقد غير مستفادة منها في واقع الأرض ، والمضخات سقطت في الآبار لضعف القلووز ، أوكما قال مديرها .. أحسب أن الضمائر ، وليست المضخات ، هي التي سقطت يا .. نيابة الأموال العامة ..!!
** تلك في الشمالية ، هيا الى البحر الأحمر ، ونقرأ تقرير اللجنة التي إستلمت محطة تحلية ببورتسودان ، حيث تقول نصا ..( أغلب الكوابل الموصلة ليست بالمواصفات والنوعية المطلوبة ..رغم كل المستندات التي قدمتها الشركة الموردة بأن هذه المولدات قد تم تصميمها وجربت وفحصت بواسطة الشركة المصنعة ، إلا عند التشغيل وضحت : المولد الأول به بخرة عند التشغيل ، المولد الثاني به بخرة عند التحميل ، المولد الثالث به بخرة عند التشغيل ، المولد الرابع به تسريب زيت مع بخرة ، المولد الخامس به بخرة وتسريب جاز ، المولد السادس خارج الخدمة بحيث لايوجد به لديتر ولا مروحة ولا مصفى زيت .. كل هذه المولدات ترتفع سخانتها عند التشغيل الى 90 درجة ، وهذا يقلل الكفاءة في فترة الصيف ..وشكرا ..المهندس : س ، خ ، ع / رئيس لجنة استلام محطة التحلية ج ببورتسودان ) .. هكذا حال القرض بالبحر الأحمر ، تسريب وسخانة وبلا لديتر وبلا مروحة وما شاكل ذلك .. أحسب أن مخافة الله هى التى تسربت من النفوس ، وليست الزيوت من المولدات الجديدة يا .. نيابة الأموال العامة ..!!
** هكذا حال القرض بالشمالية والبحر الأحمر ..وليس هناك ما خفي في ذاك الحال ، تابع صديقي القارئ – وكذلك يا نيابة الأموال العامة – مايحدث له في بقية الولايات بسبب تجاوزات البعض بالهيئة العامة للمياه ..ونسرد كل هذا سمعا لتوجيهات منتدى شفافية البارحة وطاعة لولاة أمره : أمانة مجلس الوزراء ، وزارتا العدل والمالية ، ديوان المراجع العام ..و.. نيابة الأموال العامة ..!!
إليكم – الصحافة الثلاثاء 16/06/2009 العدد 5737