عبد اللطيف البوني
معدودين في الجنة
كان ينبغي ان يكون التعداد عملاً فنياً بحتاً وبعيداً عن السياسة وكان ينبغي ان يكون شاملاً تظهر من نتائجه اعداد (الكدايس والكلاب الاليفة في السودان) وتعرف الدولة وجهازها البيروقراطي كل شيء عن البلاد لأن التعداد في أي بلد من بلدان العالم هو المدخل لأية عملية تنموية في المشاريع الانتاجية والقطاع الخدمي، لا بل من خلاله يمكن معرفة متوسط سنوات الحياة في مناطق البلاد المختلفة، فبما ان العدادين سوف يدخلون أي بيت ينبغي ان تكون الاستمارة شاملة ووافية وكافية، ولكن للاسف هذا لم يحدث في التعداد الخامس كما ان اسناد رئاسته لعناصر سياسية في المؤتمر والحركة أصبغ عليه صبغة سياسية مع وافر احترامنا لكفاءة الذين قادوا العملية.
الثابت الآن ان الحركة الشعبية وقفت (دت) من نتيجة التعداد واتهمت شريكها بتوجيه العملية وجهة سياسية وشككت بالتحديد في نتيجة عدد الجنوبيين بالعاصمة الذين جاء عددهم خمسمائة ألف تقريباً (في الحتة) البروفسيور عوض حاج علي الذي كان يقود عملية التعداد قبل الدكتور ياسين الحاج عابدين أكد صحة شكوك الحركة وقال ان عدد الجنوبيين في العاصمة أكثر بكثير من هذا الرقم ولكنه عزا ذلك لرفض الجنوبيين في العاصمة للتعداد بحجة انهم لايريدون ان يحسبوا على الشمال. الحركة شككت في نتيجة تعداد جنوب دارفور وقالت ان العدد أقل من الوارد في النتيجة، بينما يرى محجوب الحسين أحد قادة فصائل دارفور ان التعداد ظلم دارفور لأن عدد سكانها ثلث سكان السودان علما بأن احدى حركات دارفور قالت أيام التعداد انها تعتبر فرق التعداد هدفاً عسكرياً.
طيب ياجماعة الخير الجنوبيون يقولون انهم ثلث اهل السودان والحسين يقول ان دارفور هي الثلث هل يعقل ان يكون كل باقي السودان الشمال والوسط والشرق وكردفان ثلث فقط؟؟ بالمناسبة مؤتمر البجا من الرافضين للتعداد ويقول انه قد شابه تلاعب بإكثار بعض القبائل وتقليل البعض لزوم الدوائر الجغرافية.
(بالمباصرة) السياسية يمكن تجاوز نتيجة التعداد، فقسمة الثروة يمكن ان تستمر على شكلها الحالي الى تقرير المصير (المعروف النتيجة سلفا) الانتخابات سيكون لها سجلها الانتخابي الخاص ويمكن الاكتفاء بتوزيع الدوائر في انتخابات 1986م وبالتالي يعتبر التعداد كأن لم يكن من ناحية سياسية ويحق للقائمين عليه ان يغنوا مع خليل اسماعيل (يكون يمكن انا الماجيت) ولكن هناك معلومات أولية مهمة موجودة في استمارة التعداد رغم فقرها سوف تتيح فرصة للدارسين والمخططين للوصول الى نتائج تهم الشعب السوداني الفضل، فبالتالي على لجنة التعداد ان تطلق سراح هذه المعلومات للكافة كى يحللوا ويدرسوا ويستفيدوا منها في أبحاثهم ومشاريعهم (ماخلاص سياسة وفكت الماسكنها شنو؟).
صحيفة الرأي العام – حاطب ليل
العدد(22691) بتاريخ4/6/2009)
aalbony@yahoo.com