البداية ببناء نقابة صحفيين حقيقية
حادثة الاعتداء على الزميل الأستاذ عثمان ميرغني، كلما يمر عليها يوم أخاف عليها من كاسحة النسيان والدفن والقبر، فكم من أحداث أخرى كان مصيرها النسيان بعد أن ملأت سيرتها الدنيا وشغلت الناس.
أكره كلمة استنكار وأمقت مفردات شجب وإدانة منذ أن تحولت ملكيتها إلى مؤسساتنا العربية والقومية الفاشلة مثل جامعة الدول العربية.
لا نريد أن نشجب لأن الشجب يعني النسيان ويعني تكفين الحدث في تابوت لا شاهد له ولا عنوان.
لكنني أتوجه بسؤال صريح للصحفيين السودانيين لماذا تهملون التفكير في إصلاح مؤسستكم النقابية المسماة الاتحاد العام للصحفيين السودانيين، أو اتحاد بيوت الوادي الأخضر والحارة رقم مائة.. أو اتحاد الإفطار السنوي أو اتحاد تيتاوي..!!
ألا يكفي الاتحاد كل هذا الفشل الذي يغرق في بركته، ألا يكفي هذا الفشل لأن ينتبه الصحفيون السودانيون لهذا الاتحاد الذي يمكن بإصلاحه أن يتوقف مسلسل الإذلال والإهانة والتعدي السافر على حرمة الصحفيين.
الآن مرت الحادثة رقم ألف في قائمة الإهانات والتعدي على الصحفيين بما يكفي لأن نصف حال المهنة بأنها (متمرمطة) في وحل الاستخفاف بها وبأصحابها.
ولا نسمع للاتحاد صوتاً سوى بيان شجب باهت وركيك المعنى والأثر.. بعده تصدر صفعة مهينة من قيادي كبير في الاتحاد تقول لنا إن اتحادكم يعتمد سياسة الصفع والتقبيل.. بيان شجب للاعتداء على عثمان ميرغني يليه تصريح مخجل من الفاتح السيد، ومن يهن يسهل الهوان عليه مالجرح بميت إيلام.
نريد من الصحفيين السودانيين وبعيداً عن تكتلات الأجندة السياسية والأجندة المعاكسة أو الموالية نريد منهم المزاحمة بقوة في دورة انتخابات الاتحاد العام للصحفيين السودانيين القادمة.
ونطلب من أجهزة الدولة أن تبعد يدها تماماً عن الانتخابات القادمة لأن الصحفيين لا يرغبون في خلق جسم سياسي حتى تفرطوا في الاهتمام والاتهام لجهدهم، لكنهم يرغبون في خلق جسم نقابي محترم يرعى حقوقهم ويحفظ كرامتهم واعتبارهم ويثبت لهم حقهم الأدبي والمعنوي ويحميهم بحصانة ينالها أصحاب مهن أخرى بينما يتسولها الصحفيون ولايكادوا يجدونها.
نريد منكم سادتي الصحفيين المزاحمة في الانتخابات القادمة للاتحاد العام للصحفيين السودانيين بلا أجندة سياسية، لانريد أجندة سياسية أياً كانت فبرميل السياسة والسياسيين لاعلاقة له بقضايا الصحافة الملحة.. الحريات حق أصيل لاينتظر صحفي مؤدلج ليقود النضال عبر نقابة الصحفيين لإثباته وكذلك حماية الصحفي هي أم الحقوق ولا تعني تلك الحقوق المعارضة دون الموالاة فالصحفي محمد طه محمد أحمد هو أبرز صحفي إسلامي في السودان لكنه راح ضحية الغدر رحمه الله، وكذلك عثمان ميرغني يصنفه الكثيرون على أنه صحفي جرئ لكنه بلا لون سياسي معارض أو أجندة محددة، وقد تعرض لحادثة اعتداء آثمة وغادرة وجبانة.
إذن قضايا الصحفيين لا ترتبط بتوجهات سياسية بل ترتبط بحقوق وبضمانات يحتاجها أصحاب هذه المهنة التي ومن سخرية القدر أن أصحابها مغلوبون على أمرهم.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي