تهمة منكورة وشرف مدعى
انكرت الحكومة السودانية أنها تمد المقاومة الإسلامية حماس في فلسطين بالسلاح، وهو إنكار قديم مع اتهام متجدد لدولة الكيان الإسرائيلي بهذا، وما قالوا ذلك إلا لوضوح الموقف الحكومي والشعبي أيضا من القضية الفلسطينية وعدالتها والإحساس الإسلامي بأن القدس للمسلمين.
لقد اعتدت إسرائيل مرارا وتكرارا على السودان، وها هي تهدد بتكرار الهجوم وسط نفي رسمي من الحكومة والجيش بأن يكون السودان يمد المجاهدين هناك بالسلاح، وذاك لأن ما بين السودان وغزة تقع دولة كاملة هي الأقوى في المنطقة عسكريا وسياسيا ونعني بها مصر.
وحكومة مصر التي حاكمت رئيسها المعزول بالتخابر مع حماس أشد من إسرائيل في منع السلاح عن حماس، لأنها تعتبر أن حماس امتدادا للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين الذين دمغتهم الحكومة المصرية بالإرهاب.
الشعب السوداني يجتمع كله في الموقف الداعم لحكومته هذه المرة لأنه يدرك أن واجب كل المسلمين هو دعم المقاومة في فلسطين، ونقول المسلمين لأن عباءة الانتماء إليها أوسع فإن العرب متشتتة كانت وظلت وستظل عجزت عن أن تدين إلى الآن شفاهة فهل ترسل سلاحا.
بل إن هناك اتهامات لبعض الدول بأنها قد أرسلت قوافل إنسانية قواها رجال استخبارات مهمتهم معرفة من أين تطلق الصواريخ نحو تل أبيب وما جاورها..
لقد تبين مع كل المسفوك من دم والممزع من أشلاء والمهدم من بنايات في غزة أن إسرائيل نمر من ورق..
وإن خاتمتها لا تحتاج إلى ظهور أشراط الساعة واقتراب القيامة فإن الغيب لا يعلمه إلا الله..
لن يترك السودانيون سليقتهم الربانية في الموالاة والبغض لذلك كان حزنهم أكبر وغضبهم أعم ولو وجدوا سبيلا للخروج لخرجوا، لكنهم رجعوا وأعينهم تفيض من الدمع ولم يجعلوا في آذانهم كغيرهم شمع لذلك كان وجعهم كبيرا وحميتهم صادقة.
لو كان الذي يجري في غزة يجري في غيرها لهبطت القبعات الزرقاء في لمح البصر ولسموا مبعوثا أما وأن تطلب أمريكا من (الطرفين) ضبط النفس، فهذا ليس بغريب عليها ولا على كل الغرب الكاره للإسلام.
وهاهم الجنود الإسرائيليون يسقطون جرحى وقتلى وتتساقط دموع إخوانهم والكاميرات توثق للجبناء، وكيف قد تبللت خدودهم وما رأينا مناظر الملابس.. وها هي الأنفال تتلي وسط الرصاص والصواريخ والاحتساب (إن يكن منكم ألف….) الآية
قد لا تكتب غزة اليوم نصرها جملة لكنها فكت الخط
[/JUSTIFY]هتش – صحيفة اليوم التالي