صلاح الدين عووضة

ابتلاءات !!

[JUSTIFY]
ابتلاءات !!

* الـ(كورود) مفردة نوبية تعني الحجر الصلد…
*وابن منطقتنا علي خليل كان يلقب بـ (علي كورود) لأّن رأسه كما الجزمة القديمة ؛ نشافاً وصلابةً وقوةً..
*فهو حين (يركب رأسه) فما من (ود مقنعة) في البلدة كلها يقدر على إقناعه بترك الذي ينوي فعله، أو فعل الذي ينوي تركه ..
* وقد عجز عقلاء البلدة جميعهم عن إقناعه بأن ثمة فرقاً بين الابتلاء وسوء التقدير الذي ينجم عن (ركوب الرأس)..
*فعلي كورود لا يعرف العوم – مثلاً – ورغم ذلك أصر يوماً على الذهاب إلى النيل بغرض السباحة مع أقرانه..
*وحين تم إنقاذ كورود من غرق كان متوقعاً قال عبارته المألوفة التي حفظها أبناء البلدة عن ظهر قلب: (الحمد لله ، هذا ابتلاء جديد) …
*وعلي كورود لم يؤتَ بسطة في الجسم، ومع ذلك تحدى إبراهيم الكوماوي- الملقب بـ (البابور)- يوماً في مناسبة زواج لآل البكري دونما سبب..
*و حين تم سحب كورود من تحت (جِتة) البابور – وهو دائخ – لم ينس أن يردد في وهن عبارته المألوفة: (ابتلاء، كله ابتلاء والحمد لله)..
* وعلي كورود لم يحظ بمسحة من وسامة ، أو نصيب من أطيان، أو حظ من تعليم ؛ ورغم ذلك (طلعت في رأسه) يوماً أنّ محاسن ذات (المحاسن) ما من عريس يناسبها في المنطقة كلها سواه..
*وعندما خرجت شقيقة كورود بوجهٍ (محنوف) من دار محاسن لم يجد علي خليل ما يعزّي به نفسه وإياها ـ وقد كان ينتظرها بالخارج ـ إلا عبارته الشهيرة: (ابتلاء، ابتلاء، ابتلاء والحمد لله)..
* وعلي كورود في مجال السياسة والإدارة هو (تور الله في برسيمو)، ومع ذلك عندما أزف أوان انتخابات المجلس المحلي فاجأ الناس بنيته الترشح لرئاسته و(الماعاجبو يضرب رأسه بالكورود)..
* ولما فاز كورود برئاسة المجلس ـ في مفاجأة عجيبة ـ كان أول ما نطق به (طوّاااالي ابتلاءات؟! ما معقول ياخ)..
*وخلال عام واحد فقط منذ لحظة تسلّمه الرئاسة انتقل كورود إلى منزل فخيم..
* وتزوج من محاسن (ذات المحاسن)…
* وأودع إبراهيم الكوماوي (البابور) السجن بعد جلده بسوط (العنج)…
* وامتلك ساقيةً كاملة اسمها (ساقية الريس)…
* وأشاع الرعب في أنحاء البلدة كلها عبر (فتوّات) يتبعون له بعد منحهم مسمّيات (رسمية!!)..
* وعندما يأتيه متضرر من قسوة فتواته هؤلاء كان يعزيه بعبارة: (ابتلاءات، دي ابتلاءات، ما نحنا حياتنا كلها كانت ابتلاءات لحد ما شبعنا منها)..
* وفي يوم تهامس الناس عن قرب حدوث أمر جلل…
* قيل أن فريقاً قانونياً ومحاسبياً وإدارياً قد تحرك من البندر سراً قاصداً البلدة…
* والآن؛ إذ يحكي الكبار للصغار قصة علي كورود فإنهم لا ينسون (الخاتمة) من بين ما ينسون من تفاصيل..
* فإن آخر ما سُمع من علي كورود وهو في طريقه إلى (الكومر) عبارة: (ابتلاءات؟ تاااني رجعنا للابتلاءات ؟!)..
* أما كيف فاز كورود أصلاً فهذا ما عده أهل البلدة من قبيل (الابتلاء !!!).

من أرشيف الكاتب
[/JUSTIFY]

بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة المستقلة

تعليق واحد

  1. شنو يا استاذ رجعت تاني للضرب تحت الحزام . ما خايف ؟؟؟؟