ضراع موسى هلال وعصايات أعضاء مجلس الولايات
أضحكني الدكتور غازي صلاح الدين حين قال في حوار معه، إن موسى هلال يحرس مقعده البرلماني “بضراعو” ولا أحد يجرؤ على إسقاط عضويته، وزاد بأن تصرفات المؤتمر الوطني ترسخ لقاعدة إذا عاوز الحكومة تحترمك “كبّر عصاتك”، وذلك رداً على سؤال محاوره له عن رأيه في عدم إسقاط عضوية هلال في المجلس، في الوقت الذي أسقطت فيه عضوية غازي نفسه وآخرين، وما قاله غازي بالأمس بعد أن اندرج في سلك المعارضة، هو عين ما ظل يردده المعارضون السلميون الذين لا سلاح لهم غير أقلامهم وأصواتهم “الحكومة لا تحترم ولا تحاور إلا من يشهر في وجهها السلاح، ومن يمتلك جيشاً أو مليشيا قبلية”. وبالفعل حملت قاعدة “كبّر عصاتك” كثيرين من ذوي العصي الكبيرة و”العضلات التبش” إلى سدة الحكم، فصاروا وزراء وولاة ومعتمدين ووزراء دولة، بل إن بعضهم – وهم في الغالب قادة حملة هذه العصي الكبيرة – اتخذوا مقاعدهم السيادية داخل القصر الجمهوري، أما شيخنا غازي فليس له بالطبع غير لسانه الذَّرِب وعقله المرتب، فهو لا يملك “ضراع ماكن” ولا لديه “عصاة مضببة” يصد بها قرارات الفصل من البرلمان.. وعلى كل حال وعلى ذكر البرلمان والعصي “جمع عصاة” تذكرت نوبة ضحك قديمة كان أدخلني فيها الأستاذ بدوي الخير إدريس عضو مجلس الولايات..
قيل أن السيد بدوي الخير حين أزعجه منظر العكاكيز المحتشدة داخل قاعة مجلس الولايات في إحدى الجلسات، رفع يده في وضع «نقطة نظام» يطلب فرصة الحديث، وحين أُذن له قال ما معناه إنه يرجو رئيس المجلس إصدار قرار بمنع دخول الأعضاء قاعة المجلس بعكاكيزهم ويطالب بجمع العكاكيز خارج القاعة، وذلك حفاظاً على أمنها.. والمفارقة التي تبعث على الضحك هنا هي وجود هذه العكاكيز داخل مؤسسة مهمتها الأساسية ممارسة العصف الذهني وقدح العقول ولا علاقة لها من قريب أو بعيد بأي «عكاز» كبر أو صغر ولا حتى العكاز المسمى «الحدّاثة» الذي يستخدمه في الغالب كبار السن والمشايخ في مجالس الجودية والصلح، فما تراها حقيقة تلك العكاكيز البرلمانية.. المؤكد أنها ليست من نوعية عكاز موسى هلال ولا في حجمه، الراجح والله أعلم أنها عكاكيز يتوكأون عليها ولهم فيها مآرب أخرى.
[/JUSTIFY]بشفافية – صحيفة التغيير
حيدر المكاشفي