سياسية

قوات حفظ السلام تحذر من حشد عسكري متزايد في دارفور

الخرطوم (رويترز) – قالت قوة حفظ السلام العاملة في دارفور ان فصائل المتمردين وقوات الحكومة السودانية تعزز قواتها في الاقليم مما يزيد المخاوف من تفجر العنف مجددا. وجاء التحذير بعد يوم من مطالبة الولايات المتحدة بتحركات ملموسة نحو السلام في هذا البلد.

وقالت قوة حفظ السلام (يوناميد) التابعة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي ان هناك مؤشرات على تصعيد عسكري في شمال الاقليم الذي فر منه نحو مليوني شخص بسبب أكثر من ست سنوات من النزاع.

وأبلغ كمال سيكي المتحدث باسم القوة رويترز يوم الثلاثاء “الامر يشبه عندما تنظر الى السماء وترى السحب الرعدية تتجمع … نرى حشدا في عدد القوات وتحركات القوات واقامة مواقع دفاعية.”

وقال سيكي “هناك مؤشرات يمكن لقواتنا قراءتها وقد خلصت الى أن هناك احتمالا باندلاع مواجهة مسلحة.”

ولم يتسن على الفور الاتصال بالجيش السوداني للتعليق. ولكن جيش تحرير السودان المتمرد الموالي لعبد الواحد محمد النور الذي قالت (يوناميد) انه يحشد قواته نفى التقرير.

وكانت واشنطن أعلنت يوم الاثنين سياسة جديدة لانهاء العنف في دارفور وجنوب السودان المتمع بالحكم الذاتي قبل انتخابات عامة مقررة العام القادم.

وقالت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية ان من بين الاهداف الرئيسية للحزمة الجديدة من الحوافز والعقوبات الضغط على السودان “لانهاء النزاع والانتهاكات الواسعة لحقوق الانسان وجرائم الحرب والابادة في دارفور.”

وسوف يثير تحذير قوة حفظ السلام تساؤلات بشأن رغبة الخرطوم وفصائل المتمردين المتناحرة في وقف النزاع الذي اندلع بالاقليم الواقع بغرب السودان في عام 2003.

ويرفض عبد الواحد النور المشاركة في محادثات لحين اعادة الامن بشكل كامل في الاقليم.

كما تعثرت المفاوضات أيضا بسبب الانقسامات في صفوف المتمردين. وتعرضت الجهود التي تستهدف توحيدهم لانتكاسة هذا الاسبوع عندما أبلغت قوات عبد الواحد النور رويترز ان متمردي حركة العدل والمساواة احتجزوا أحد كبار قادتها الميدانيين.

وأبلغ الطاهر الفقي المسؤول البارز بحركة العدل والمساواة رويترز ان بعض قادة جيش تحرير السودان “واجهوا” قوات الحركة في شمال دارفور الاسبوع الماضي وأن الحركة اضطرت “للرد”. وأحجم الفقي عن اعطاء مزيد من التفاصيل.

وأجرت حركة العدل والمساواة محادثات متعثرة مع الخرطوم في قطر هذا العام. ولكن الجولة التالية واجهت تأجيلات متكررة واتهم كل من الطرفين الاخر بمواصلة الانشطة العسكرية.

وتراجعت حدة القتال عن الايام الاولى للنزاع. ولكن استمرت الاشتباكات المتقطعة وكان أحدثها بين القوات الحكومية وقوات عبد الواحد النور في شمال دارفور في سبتمبر ايلول.

وتتهم واشنطن الخرطوم بارتكاب ابادة جماعية عندما شنت هجمات عسكرية بالتعاون مع ميليشيات مسلحة لسحق انتفاضة من جانب متمردين غالبيتهم من غير العرب يطالبون بتمثيل أفضل ومزيد من التنمية في الاقليم. وترفض الحكومة السودانية مصطلح ابادة جماعية وتتهم وسائل الاعلام الغربية بتضخيم النزاع.

وقالت قوة حفظ السلام في بيان ان حشد القوات يجري حول مناطق سورتوني وكبكباية بشمال دارفور. واضافت ان وقوع اشتباكات جديدة سيؤدي حتما الى سقوط ضحايا مدنيين وعسكريين وحثت الاطراف على العودة الى الحوار.