الدمع العصي في رحلة السُلطة
*ولحظة التوقف أمام محطة (الرومي) بالشنقيطي..
*تصبح الذاكرة في حالة (إحماء)!
*وحين تجتاح (العتمة) جدران القلب والعقل..
*يكون اللجوء إلى التاريخ لخروج الهواء.. الساخن منه والبارد..
*ويحرك الشجن (شدو) الكابلي:
*(أراك عصي الدمع شيمتك الصبر/ أما للهوى فهي عليك ولا أمر.
*تلك الأبيات الذائعة التي غنتها أم كلثوم أيضاً.
وصاحبها الشاعر والفارس أبو فراس الحمداني..
*وكان علماً في القرن العاشر الميلادي..
*وهو المحارب مع ابن عمه سيف الدولة الحمداني..
*والدمع العصي عند إسلاميي الإنقاذ وبعد عقدين من الزمان..
*لدى قيادات كثر.. وجد طريقه إلى أن (يسيل)..
والطيب صالح في روايته تلك تردد إحدى شخوصها:
*(نبكي على إيش ولا إيش!)
*ونتساءل: إسلاميو الإنقاذ يبكون على إيش ولا إيش؟!
*خاصة الذين ابتعدوا أو أُبعدوا عن جاه السلطة..
*وأبو فراس الحمداني يتم أسره في إحدى الغزوات ضد (الروم)..
*وكتب في الأسر أعذب أشعاره (الروميات)..
*وكم توسل لسيف الدولة وهو (أسير) أن يفديه بالمال..
*ولكن سيف الدولة كان القلب والعقل عنده من صخر فلم يستجب..
*و(الصدور) تضيق لدى (الإسلاميين الإنقاذيين) في رحلة السلطة التي امتدت..
*ويدلق أبو فراس الأسير مشاعره..
*(إلى من أشتكي ولمن أناجي/ إذا ضاقت بما فيها الصدور).
*ولا يبقى له سوى مناجاة حمامة..
*(أقول وقد ناحت بقربي حمامة/ أيا جارتا هل بات حالك حالي..
*إلى أن يبوح والأسى يسيطر عليه:
*(لقد كنت أولى منك بالدمع مقلة/ ولكن دمعي في الحوادث غالي)..
*ويعود أبو فراس من الأسر بعد وفاة سيف الدولة ولكن..!
*أبو المعالي ابن سيف الدولة يتهمه بأنه كان محرضاً للثورة عليه فقام بقتله..
*ويقال إن الشاعر أبو فراس الحمداني قد تنبأ بموته حينما انطلقت من حنجرته أبيات من شعره:
*أبنيتي لا تجزعي.. كل الأنام إلى ذهاب/ نوحي عليَّ بحسرة من خلف سترك والحجاب).
*وجميعنا في هذا الوطن..
*بنبكي على إيش ولا إيش ولا إيش!!
*اتكاءة:
قال طه الضرير: (دامك قلبي يا العباس بلوك المُرَّة)..
[/JUSTIFY]صورة وسهم – صحيفة اليوم التالي