لانامت أعين الجبناء
إذا كان مهر الكلمة هو الجهر بكلمة الحق وإبداء الشجاعة وإذا كان قربان الرأي الحر هو بذل الدم والروح فأحسب أن استاذنا عثمان ميرغني رئيس تحرير صحيفة التيار قد سبقنا على ذلك وحصد جائزة السبق إليه لأن الاعتداء على الاستاذ عثمان ليس له سوى معنى واحد أن من ضربوه هم فاقدين للمنطق والحجة يلجأون للعنف والضرب لرجل اعزل يمشى بين الناس آمناً ساحه قلمه ومداده المسكوب!! ودعوني أقول بغض النظر عن أن نتقف أو نختلف مع كتابات عثمان ميرغني إلا أن مبدأ العنف واسكات الرأي الآخر بهذه الطريقة الوحشية هو أمر مدان ومرفوض بل وقبيع لا يشبه تقاليدنا ولا أخلاقنا ولا ديننا الحنيف الذي يهدي للحق والنور وليس الظلم والظلمات .
.. اعتقد أن من اعتدى على عثمان ميرغني أعتدى على أهل الصحافة جميعاً القابضين على الجمر والواقفين في خط التماس الأول وسبق أن قلتها من قبل وأكررها للمرة المليون ان من يكتبون آراءهم ويطرحون وجهات نظرهم بعلانية فيقرأها الملايين هم أشجع وأشرف ألف مرة من (ضبوب) المواقع الاسفيدية الذين يختفون وراء الأسماء الواهية ويكيلون السباب لهذا والاتهامات لذاك وهؤلاء الذين يلثمون أسماءهم الحقيقية بأخرى مزيفة ومستعارة لا يختلفون عن من ضربوا عثمان ميرغني وهم ملثمي والوجوه في فعل هو أقرب لانكار الذات وشجاعة منقوصة وهروب من المسألة لا يتخذه من يحملون فكرة أو قضية وعلى ذكر فكرة وقضية أجد نفسي اتفق تماماً في التحليل الرائع للاستاذ الهندي عز الدين رئيس تحرير الزميلة المجهر الذي جنح إلى أن فرضية أن الجناة هم من الجماعات الإسلامية فرضية ضعيفة باعتبار الطريقة التي نفذ بها الفعل والأسلوب الذي اتخذه المجرمون سلباً ونهباً وغنائم مما حوته مكاتب التيار والجماعات الإسلامية معروف عنها كيف تقتص ممن تضعهم في خانة الخصوم قتلاً وليس ضرباً وتشفى كما في حادثة التيار!!
في كل الأحوال أقول إن ما حدث للأستاذ عثمان ميرغني لن يكون بأي حال من الأحوال مدعاة لجعل عيوننا ترمش ولو للحظة خوفاً أو وجل ولن تجعل أقلامنا التي تستمد حبرها من صمود وعظمة الشعب السوداني تجف ولن يكون الفعل قاصمة ظهر للمسيرة الصحفية القاصدة التي تتحمل آمال وأحلام وقضايا المواطن!! وإن كان لابد من حديث فنوجهه للشرطة السودانية بضرورة الكشف عن الجناة وهو قادرون علي ذلك حتى يرعوي ألف مرة من يفكر في جرد حساباته بالقوة وحتى يقدموا للعدالة على الفعل الشنيع والكشف عن الدوافع الحقيقية وراءه لنخرج بذلك من دائرة التأويل. والتهويل والتحية لعثمان ميرغني القلم المصادم والقلب الشجاع والتحية لكل صحفي باحث عن الحق والحقيقة والف كفارة ولانامت أعين الجبناء.
كلمة عزيزة
.. لم أستغرب التواجد الشرطي الكبير عقب الاعتداء على الأستاذ عثمان ميرغني والذي وضح أنه خطط له بعناية من حيث الزمان والمكان وحتى نخرج من دائرة الادانات والشجب لفاعل مجهول ننتظر كشف اللثام عن الملثمين الذي لم يضربوا فقط وجه عتمان ولكنهم ضربوا وجه التسامح والأمن الذي عرفنا به إلا فيما ندر.
كلمة أعز
رغم القرارات الواضحة بوقف الإفطارات على النفقة الرسمية للحكومة إلا أن كثير من الجهات ضربت بذلك عرض الحائط وإقامة إفطاراتها على عينك يا تاجر!!
عز الكلام – آخر لحظة
[EMAIL]omwaddah15@yahoo.com[/EMAIL]