صدق أو لا تصدق.. هذا يحدث في رمضان!
الشخص الطيب، لا يتوقع الفعل الخبيث في الشهر الطيب، ويدهش عندما يطالع خبراً أو يسمع بحادثة غير أخلاقية وقعت خلال شهر رمضان الكريم، فالجاني لم يراعِ حرمة الشهر الكريم، ولا ما يمكن أن يسببه من أذىً لآخرين، سواء كان ذلك بالضرر المباشر أو غير المباشر.
وجدت زميلنا الأستاذ عبود عبد الرحيم الخليفة، سكرتير تحرير صحيفة «أخبار اليوم» الغراء، ظهر أمس في منشط صحفي خاص، وجدته يلف يده برباط طبي فـ «كفّرت» له وسألته عما أصاب يده التي يبطش بها، وتحمل القلم للدفع بمداد الخير والحق.
فاجأتني الإجابة بعد أن قال إن الإصابة ناتجة عن سقوطه بقوة على شارع الأسفلت في الجهة المقابلة لمنزل الزعيم اسماعيل الأزهري جهة مدرسة أم درمان الأهلية، وإن الله سبحانه وتعالى أنجاه من موت محقق، إذ لحظة سقوط «نظام عبود» على الأرض توقفت حركة السير فجأة بعد أن أصبحت الإشارة حمراء.
ولكن لماذا سقط عبود «!؟» إنه شعر بمن يتحسس جيبه، وهو يزاحم ليجد له مقعداً في إحدى الحافلات المتجهة الى «الخرطوم بحري»، فإلتفت بسرعة ليفاجأ بشاب مهندم أنيق الثياب يمد له ما كان في جيبه من مال وجهاز موبايل، فابتسم الأستاذ عبود وسرّ على هذه الأمانة والنخوة والشجاعة، فأخذ ما كان في جيبه واتجه نحو ذلك الشاب ماداً يده ويحاول أن يحييه بحرارة، إلا أنه فوجيء بذلك الشاب الأنيق، يركض بأسرع ما يمكن ويدفع كل من أعترض طريقه، ليقول له بعض الذين شهدوا الموقف إن هذا الشاب نفسه هو اللص، الذي فوجيء بإلتفاتة «عبود» وحسب أنه اكتشف أمره، فلم يكن امامه إلا أن يسلم المسروقات، ويلوذ بالفرار.
ولأن حمية الأستاذ عبود وجينات أهله الجبلاب تطغى دائماً عليه في مثل هذه المواقف، لم يكن امامه إلا أن يطارد اللص الأنيق، الذي ما كاد أن يضع يده على ساعده، إلا ودفعه بقوة الخائف ليسقط الأستاذ «عبود» والناس يتفرجون، لكنه حمد الله كثيراً على عودة أمواله السليبة وهاتفه الجوال، ثم نجاته من الموت المحقق وهو مطروح على شارع الزعيم الأزهري، فوق الأسفلت.
تلك واحدة، أما الثانية، فهي أن صاحبكم طلب من سكرتارية التحرير البحث عن مادة محدودة، أرسلها إلى معمل الكمبيوتر قبل يومين، فقيل له إن الذي تسلمها هو الأستاذ حسام أبوالعزائم، سكرتير التحرير التنفيذي، وهو في يوم عطلته «السبت» طلب صاحبكم مهاتفة «حسام» لمعرفة المادة، وقد تم ذلك لكنه فوجيء برسالة من هاتف زوجة الأستاذ حسام بتوقيع زوجها يعتذر فيها عن هاتفه المغلق مشيراً إلى أنه تعرض إلى سرقة ظهر أمس داخل أحد المخابز فقد جراءها مبلغاً من المال وهاتفه الجوال وعاد إلى بيته حزنان، أسفا، ولم يكن امامه سوى أن «يلزم» الاستغفار.. أو كما قال.
هذا يحدث في رمضان.. هذا ما عرفه صاحبكم يوم أمس فقط.. وأنتم تعلمون ما لا نعلم.. والله يعلم ما لا نعلم.. ما الذي جرى لنا.. وما الذي حدث حتى جعل القيم الفاضلة تنتحر جهاراً نهاراً في هذا الشهر الكريم «؟».
لا تقل لي: «الفقر» فالذي يحدث الآن أكبر، وأخطر ونحن لا يهددنا إلا إنهيار منظومة القيم الفاضلة.. اللهم أحمنا وأحم بلادنا وأرحمنا يا أرحم الراحمين.
«آمين»..
بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]