الطائرة الماليزية
بعد أربعة أشهر على اختفاء الطائرة الماليزية MH370 من طراز بوينج 777 والتي كانت متجهة من كوالالمبور إلى بكين يوم السبت الثامن من مارس الماضي، ولم يتم العثور عليها حتى هذه اللحظة بالرغم من الجهود الكبيرة والدول الكثيرة التي شاركت ومازالت تشارك في البحث عن الطائرة الماليزية المفقودة، فوجئ العالم بلغز جديد وكارثة أخرى لطائرة ماليزية أخرى.
تحطمت طائرة الخطوط الجوية الماليزية من طراز بوينج 777 الرحلة MH17 في شرق أوكرانيا بالقرب من الحدود الروسية يوم الخميس وكانت الطائرة قد أقلعت من أمستردام بهولندا متجهه إلى كوالالمبور، وتقل على متنها 280 راكباً بالإضافة لطاقم الطائرة المكون من 15 شخصاً.
اللغز هذه المرة حول من أسقط الطائرة الماليزية: أهي القوات الروسية أم الأوكرانية أم الانفصاليون الذين يقاتلون السلطات الأوكرانية؟
ويعتبر موقع سقوط الطائرة مسرح القتال بين الانفصاليين والسلطات الأوكرانية، وهو ما يفسر الدعوات الدولية المتلاحقة إلى فتح تحقيق دولي عاجل في الحادث، حيث من المتوقع أن يكون مجلس الأمن الدولي قد التأم بشكل عاجل أمس الجمعة لبحث الأزمة التي تكتسب تعقيدا خاصا كونها تندرج في إطار الصراع المعلن وغير المعلن بين روسيا والغرب بسبب أوكرانيا؛ حيث أشارت الكثير من الأصابع الغربية تصريحا وتلميحا إلى روسيا في إسقاط الطائرة، بينما اكتفي الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالتحذير من إزالة الأدلة في موقع تحطم الطائرة وذلك في اتصال هاتفي بنظيره الأوكراني بترو بوروشنكو. وقال البيت الأبيض إن اوباما وبوروشنكو شددا خلال المكالمة على وجوب أن تبقى “كل الأدلة في موقع التحطم في مكانها حتى يتمكن المحققون الدوليون من تحليل كل جوانب هذه المأساة”.
وفي إشارة أوباما إلى عدم إزالة الأدلة اتهام مبطن إلى روسيا التي يمكنها وحدها الوصول إلى موقع الحادث عبر الانفصاليين الموالين لها لإخفاء الأدلة التي ربما تورطها.
وفي غضون ذلك قالت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أمس الجمعة إن انفصاليين مؤيدين لروسيا في شرق أوكرانيا وافقوا على تقديم المساعدة في التحقيق في تحطم الطائرة وسيضمنون السماح بدخول خبراء دوليين لتفقد الموقع بشكل آمن..
ومع تبادل الانفصاليين وسلطات كييف الاتهامات بالمسؤولية عن الحادثة التي يكتنفها الغموض يخشى الكثيرون أن يكون مصيرها مصير الطائرة الماليزية الأخرى، مع اختلاف ظروفهما إلا أن القاسم بينهما الألغاز والأسئلة الكبيرة المعلقة التي ستبقى إلى حين دون إجابات حول ملابسات اختفاء الأولى وسقوط الثانية؟ ومن الفاعل ومن المستفيد من هذه الكوراث التي ألمت بالطائرات الماليزية؟، ورغم الدوافع السياسية هذه المرة لتجريم جهات ما فإن اللغز سيبقى غامضا!
[/JUSTIFY]العالم الآن – صحيفة اليوم التالي