أولاد المؤتمر الوطنى
* وأذكر بهذه المناسبة أننا اضطررنا فى أحد أيام الشهر الماضى الى الصدور بدون خبر محلى واحد فى الصفحة الاولى لدرجة أن بعض قرائنا فى السودان إعتقدوا أن بعض أعداد طبعتنا العربية التى توزع فى بعض الدول العربية وتركز على أخبار الدول العربية، قد ضلت طريقها الى السوق المحلى، فاتصلوا بنا لتنبيهنا الى الخطأ الذى وقعت فيه شركة التوزيع التابعة لنا بتوزيع الطبعة العربية فى الخرطوم ومدن السودان الأخرى بدلا عن الطبعة المحلية، فشكرناهم وطمأناهم بأن شركتنا لم تخطئ، ولكن هكذا جاءت طبعتنا المحلية عامرة بالأخبار العربية والعالمية لشح فى أخبار الوطن، كما أخطرناهم بأن طبعتنا العربية متوقفة منذ زمن لأسباب فنية، نأمل أن تزول قريبا ونعود مرة أخرى الى الظهور فى أكشاك الخليج العربى ومصر ولندن كما كنا نفعل فى السابق، ونتمنى أن نتوسع أكثر من ذلك بعد ان غلبت إهتماماتنا الاقليمية والعالمية على إهتماماتنا الوطنية والمحلية، لاسباب لا تخفى على فطنة سيادتكم !!
* لا أطيل عليكم بأخبار صحيفتنا، وأعود مجددا الى الدكتور نافع الذى ما ان انتهى من الادلاء بأقواله وتصريحاته فى المؤتمر الصحفى الاخير لبعض أحزاب حكومة الوحدة الوطنية، حتى انطلقت حناجر قادة الاحزاب التى شاركت فى المؤتمر والاجتماع الذى سبقه، تندد بالحكومة القومية وتلعن ( سنسفيل) من يطالب بها أو يدعو اليها أويؤيدها أو يتعاطف معها، وأرجو ألا يسألنى أحد من معنى كلمة ( سنسفيل) لأننى لا أعرفه، وكل علاقتى بالكلمة اننى كنت أقرأها فى مقالات بعض كبار الكتاب والصحفيين العرب عندما كانوا ينتقدون بعض الشخوص أو الظواهر التى لا تعجبهم، وذلك قبل سنوات طويلة جدا عندما كنت طالبا فى المرحلة الوسطى والثانوية من دراستى فى القرن الماضى، ثم اختفت الكلمة من القاموس الاعلامى العربى بعد ذاك وحلت محلها كلمات وأوصاف أخرى مثل التى كان يشنف بها آذاننا وزير الاعلام العراقى السابق ( الصحاف )، ولا أدرى ما الذى ذكرنى بكلمة ( سنسفيل) الآن بعد كل هذه السنوات الطويلة، التى تدحرجنا فيها مثلما تدحرجت لغتنا الجميلة !!
* هذا ما كان من أمر المؤتمر الصحفى للدكتور نافع الذى لم يكن فيه ما يثير الدهشة غير حديث بعض قادة الاحزاب الصغيرة المشاركة فى الحكومة عن عدم دستورية توسيع قاعدة المشاركة فى الحكم لأن الدستور ينص على اقتسام السلطة فى فترة ما قبل الانتخابات، بين المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية فقط، بينما غاب عنهم أن يسألوا أنفسهم كيف دخلوا هم الى هذه الحكومة، إلا إذا كانوا يعتبرون أنفسهم أولاد المؤتمر الوطنى .. ومن شابه اباه فما ظلم !!
drzoheirali@yahoo.com
مناظير – صحيفة السوداني – العدد رقم: – 2009-05-30