قُتِلَتْ الحقيقة في كنانة
< ما حدث في شركة سكر كنانة يثير الالتباس ويخشى أن يكون برمته زوبعة في فنجان، وغباراً كثيراً أثير في وسائل الإعلام والصحف من جانب واحد، دون أن تتضح الحقيقة للناس كما هي، ويكون هناك وجه آخر، فحتى اللحظة التي وصلت فيها الأوضاع إلى نقطة اللاعودة بشأن العضو المنتدب والمدير العام محمد المرضي التيجاني وملابسات انعقاد اجتماع اللجنة التنفيذية المنبثقة من مجلس الإدارة واجتماع مجلس الإدارة ثم اجتماع الجمعية العمومية الذي سيعقد اليوم، لم يكن هناك قرار من رئيس مجلس إدارة الشركة ووزير الصناعة بإقالة المرضي!! < يوجد قرار سابق من مجلس إدارة الشركة بقبول تنحي المرضي بانتهاء عقده في فبراير 2014م، وكل الترتيبات التي صاحبت إعلان السيد وزير الصناعة حول القرار السابق لمجلس الإدارة، هو ما تم التعاطي معه من قبل وسائل الإعلام المختلفة التي أعطت القضية حجماً أكبر من حجمها، بالرغم من الشعور العام بأن الطريقة التي تمت بها إدارة هذا الشأن في نهاياته شابها نوع من سوء التقدير، وبدت كأنها قضية شخصية بين الوزير ومدير عام كنانة. < ومن الخطأ اعتقاد البعض أن قضية المرضي وعزله أو قبول استقالته أو عدم التجديد له وانتهاء عقده واستياء بعض أعضاء مجلس الإدارة من الإخوة السعوديين والكويتيين، يعني قيام القيامة ونهاية الدنيا بالنسبة لعلاقات السودان مع هذه الدول، وظهر من التناول الإعلامي والصحفي لهذه القضية، أن هناك اصطراعاً على لا شيء.. بغض النظر عمن يكون الحق في صفه.. لكن وضح أن الحقيقة هي التي قتلت أولاً في هذا النزاع كما يقول ونستون تشرشل «عندما تندلع الحرب وتحتدم المعارك فإن أول ما يقتل هو الحقيقة..»!! وانقسام الساحة الصحفية والإعلامية كما هو جلي وبين خلال الأيام الفائتة في قضية كنانة بين مؤيدٍ لبقاء المرضي ومنافحٍ عنه وبين مبغضٍ لبقائه ويكافح لذهابه الفوري.. صنع سجالاً قتلت فيه حقائق الموقف بالنسبة لكل الأطراف. < فإذا كان هناك قرار سابق بذهاب الرجل بانتهاء فترة تعاقده ولم يصدر أي قرار لاحق من مجلس الإدارة بالتجديد له، فإن ذهابه حتمي لا جدال حوله، وليس من حق أية جهة الاعتراض، حتى الإخوة العرب من المساهمين في الشركة، فالإجراء الذي سيتم ويترتب على ذلك لا يمكن الاختلاف حوله من قبل أعضاء مجلس الإدارة.. أما إن لم يكن هناك قرار البتة وأرادت السلطات في دولة المقر إجراء تغيير عبر مجلس الإدارة للعضو المنتدب والمدير العام بتقديرات ومبررات واضحة ومقنعة، فمن مصلحة الشركة ومساهميها تفهم هذه الرغبة والتعامل الإيجابي معها إن لم نقل الإذعان لمقتضياتها. < ولذا فإن هناك من يتدثر وراء الحجب.. ويستفيد من هذه الجلبة العالية ومن خوض الأرجل في الطين والوحل، قضية بسيطة ضُخِمت بنحوٍ غير مسبوق، وشغل بها الرأي العام وما كانت تستحق كل هذا الضجيج، ومن أبرز العيوب في أداء الحكومة أن وزاراتها تحب الصمت في موضع يستحسن فيه الحديث، وتتحدث في موضع يستطاب فيه الصمت، فوزارة الصناعة ومكتب وزيرها معني بالدرجة الأولى بتمليك الحقائق كاملة للناس عندما خرج هذا الموضوع إلى التناول العام في الصحافة ووسائل الإعلام الأخرى، ولو وضعت الوزارة الجميع في صورة المعلومات الحقيقية لكفت الناس عناء التخمينات والتأويلات التي سادت. < وفي نهاية الأمر لن تكون كنانة أو أي مشروع استثماري آخر سبباً في إفساد العلاقات السياسية والاقتصادية للسودان مع شركائه وجيرانه، فالخطأ الإجرائي يمكن معالجته وتحمل وزره وكلفته، لكن الأمور ستمضي.. والقرار نافذ. [/JUSTIFY][/SIZE]أما قبل - الصادق الرزيقي صحيفة الإنتباهة
نفهم شنو يا صادق المرضي مرضي عنه ولا ما مرضي عنه علما بأن الرجل دار لغط كثير حوله