شباب غانا يتوجون بلقب العالم تحت 20 عام على حساب البرازيل

وأخيراً انتهت بطولة كأس العالم للشباب تحت 20 عام التي أقيمت على الأراضـي المصريـة من الفترة من 24 سبتمبر لـ16 أكتوبر بتتويج المنتخب الأفريقي “غانا” بلقب البطولة على حساب البرازيل في نهائي الحلم على ستاد القاهرة الدولي..
انحصر اللعب في الشوط الأول في منتصف الملعب وإن كانت الخطورة لصالح المنتخب البرازيلي الذي حاول إحراز الأهداف من خلال التسديد من خارج صندوق العمليات لأكثر من مرة، وبدأ محاولاته بتسديدة ضعيفة بعض الشيء من لاعب الوسط “تيكشييرا” في الدقيقة 12 ذهبت سـهلة في يد الحارس “دانيال أجياي”.

تواصلت سيطرة البرازيل السلبية على أجواء المباراة في المقابل حاولت غانا الرد بهجمات مرتدة لكنها لم تنجح ليقظة لاعبي وسط البرازيل بقيادة النجم “رينان” الذي كان يقص كل الكرات التي كانت تلوح لأندريه أيوه وأوسي لتنفيذ فكر مدربهم “سيلاس تيتيه”.

وكاد تيكشييرا يُحرز هدف التقدم لكنه استعرض بصورة مُبالغ فيها فضاعت منه الكرة التي مررها له “إيزيكي” في الدقيقة 21 من الجهة اليسرى لتنزل لتكشييرا وهو وحيداً في منطقة الجزاء فبدلاً من تسلمها وتسديدها قام بتسديدها على الطائر بطريقة “الباك ورد” ضربة مزدوجة- علت العارضة.

وظل البرازيليون يشنون المزيد من الهجمات مستغلين ضعف الجبهة اليمنى لغانا غير المدعومة من لاعبي الوسط حيث تركوا زميلهم “إينكومو” في مواجهة الطوفان البرازيلي بقيادة تيكشييرا وديوجو وإيزيكي وجوليانو، وفي الدقيقة 35 سدد دوجلاس من خارج المنطقة تسديدة خطيرة للغاية تصدى لها الحارس بصعوبة على مرتين، وفي الدقيقة 37 تواصلت متاعب غانا بتعرض المدافع “دانيال أدوو” للطرد بالبطاقة الحمراء مباشرةً بعد عرقلتــه للاعب الوسط الخطير “تيكشييرا” الذي قاد هجمة مضادة ولكن أدوو عرقله من الخلف بطريقة أستفزت الحكم “دي بليكير” لإخراج البطاقة الحمراء المباشرة في وجهه.

بداية الشوط الثاني شهدت هجمات خطيرة للبرازيل بحثاً منهم عن هدف السبق لاستغلال النقص العددي لغانا، وبالفعل كادوا يُحرزون الهدف الأول من رأسية لكن الكرة ترتطم بالمدافع “مينساه”، وظل الحال كما هو عليه بالنسبة للهجمات المضادة الغانية التي قصت جميعها في أول 10 دقائق بفضل حنكة لاعب الوسط “رينان” وزميله “سوزا”.

كما كان متوقعاً سيطرة البرازيل هجومياً على أجواء الشوط الثاني وكان بطل كل محاولات البرازيل هو المهاجم “ألن كارديك” الذي فشل فشلاً ملحوظاً في استغلال جُل التمريرات العرضية التي مررت له من اليمين واليسار، وتسبب في إحباط عام للاعبي البرازيل، وبدأت سلسلة الهجمات البرازيلية الضائعة في الدقيقة 57 والتي أهدر فيها “كارديك” أغلى فرصة لأياً من الفريقين في المباراة، حيث تلقى عرضية نموذجية من اليسار بواسطة “سوزا” ارتمى لها برأسه باستعراضية لتذهب الرأسية في نفس زاوية الحارس “دانيال أجياي”.

وجاءت لكارديك فرصة تعويض هذا الهدف الضائع في الدقيقة 60 من رأسية أخرى علت العارضة، ومع السيطرة المفرطة للسحرة قرر المدير الفني الغاني “تيتيه” لتأمين خطوطه الخلفية بإخراجه المهاجم “أوسي” وزجه بالمدافــع “كاسينو” في الدقيقة 65 لتتحول طريقة لعب غانا من 3/4/2 لـ4/4/1.

أتزن أداء غانا وأنتشر اللاعبين في الأماكن المناسبة فقلت الهجمات البرازيلية خاصةً من جهة اليسرى التي يقف فيها الظهير الأيمن لغانا “إينكومو” الذي نجح في إغلاق جبهته المفتوحة على مصرعيها بعد انحنائه للمرة الأخيرة أمام سوزا حين مرر عرضية متقنة لكارديك سددها من جديد برأسية خارج المرمى تماماً رغم انعدام الرقابة عليه في الدقيقة 69.

في الدقيقة 74 ردت غانا بهجمات عن استحياء بتسديدتين من إيمانويل بادو إثر ركلة حرة غير مباشرة ومن إنكونو إثر هجمة عنترية قادها من منتصف الملعب وأنهاها بتسديدة ذكية “ساقطة” من فوق رأس الحارس رافائيل في الدقيقة 80، وقبل نهاية الشوط الثاني بدقيقتين عاد كارديك ليُهدر فرصته الأخيرة للتهديف بارتقائه قبل وصول الكرة لكن فذهبت رأسيته بعيدة تماماً عن الهدف.!!

انتهى الوقت الأصلـــي بالتعادل السلبي .. واقتربت البرازيل كثيراً في بداية الشوط الإضافي الأول من تحقيق هدف التقدم في الدقيقة 100 في أخطر هجمات المباراة على الإطلاق بعد تمرير “سوزا” عرضية أرضية بيساره من جهة غانا اليمنى لتذهب لكارديك على خط الستة ياردات لكنه مرر لمايكون الذي سدد بكل قوته لكن الأرض تنشق وتخرج الحارس “اجياي” الذي تصدى ببراعة لإنفراد وهدف مؤكد.

وكذا ينتهي الوقت الإضافي بنفس النتيجة التي انتهى بها الوقت الأصلي ليحتكم الفريقين لركلات الجزاء الترجيحية.

افتتح ركلات الجزاء غير الموفق أثناء المباراة “الن كارديك” واستطاع إحراز الركلة الأولى بنجاح للبرازيل، وتعادل لغانا النتيجة “أندريه أيوه”، وعاد جوليانو ليتقدم للبرازيل 2/1 .

لكن الظهير الايمن سامويل إينكومو أحرز هدف التعادل 2/2 حين سدد في نفس الزاوية التي سدد فيها أيوه، وتقدم دوجلاس كوستا من جديد للبرازيل 3/2، ومنح المدافع الغاني “مينساه” الفرصة للبرازيل كي تتقدم 4/2 بتسديده الركلة الثالثة لغانا سهلة في يد الحارس ألفارو، ولكن الحارس “أجياي” تصدى لسوزا ليمنح زملائه فرصة تعديل النتيجة لكن أدياه أهدر الفرصة.

ذهب مايكون ليتصدى للركلة الخامسة من أجل ان يُسعد زملائه باللقب الخامس إلا انه سدد خارج المرمى تماماً فوق العارضة، وجاء هداف البطولة “دومنيك أدياه” ليُحرز ركلة التعادل 3/3.

فجاءت لحظة الحسم .. بإهدار تيكشييرا الركلة السادسة ويُحرز “بادو” الركلة الحاسمة وينجح في إحرازها ليتفوز غانا لأول مرة في تاريخها بهذا اللقب وتتوج جهودها طيلت أحداث البطولة..

وحضر المباراة 67،814 ألف متفرج في ستاد القاهرة كأكبر حضور جماهيري في تاريخ نهائي البطولة التي بدأت نهاية سبعينات القرن الماضي، وحقق الجمهور المصري رقماً قياسياً في الحضور الجماهيري حيث قدر عدد الجماهير التي حضرت في كل مباريات البطولة حتى المباراة النهائية مليون و295 ألف متفرج إضافة لـ586.

جول.كوم العربي