أبشر الماحي الصائم

ما بين حمر والمعاليا أواصرُ قُربى ونسب.. ولكن! “2 -2”

[JUSTIFY]
ما بين حمر والمعاليا أواصرُ قُربى ونسب.. ولكن! “2 -2”

وردتني هذه الرسالة القيمة عبر البريد من الأستاذ فتحي حسن عجب، ونسبة لأهميتها سنقرؤها هنا على مرحلتين:
“2-2”
فبعد أن هدأت الخواطر عقب ذلكم الصراع الدامي المرير الذي نشب في يوم الخميس الموافق 5/12/2013م، في منطقة (أم ديبون) بولاية غرب كردفان/ إدارية المجرور/ محلية الأُضية.. التي يقطنها أهلنا من المعاليا وحَمَر (الأشقاء)، وقد نزغ الشيطان بينهما!! نسأل الله أن يهدي الجميع إلى سواء السبيل ويحقن دماء الطرفين، ويداوي جراح المكلومين منهما، ويغفر لمن قَتل وقُتل “إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار” أو كما قال صلى الله عليه وسلم، فعلينا جميعاً أن نتقي الله فيما بيننا، وفي بلادنا وأهلينا، وألا نتيح للشيطان ثَغرةً ينفذ من خلالها لينخر في جسد الأُمة والوطن، فكفى بؤساً وهواناً وكفى جهلاً ومهانة.. فالله حرم المسلم جملة على أخية: “كل المسلم على المسلم حرام- دمه وماله وعرضه”، فكيف إن كان مسلماً وجاراً وذا قُربى ونسب؟! بالتأكيد فإنَ الحرمة أشد وأعظم، وبالتالي فإنَ العقوبة في الدنيا (قصاصاً كانت أو ديةً) أعظم وأغلظ، وفي الآخرة نار جهنم يصلاها مذموماً مدحورا، وتناولي لهذا الأمر وبعد مضي كل هذا الوقت.. لعلاقتي الوطيدة والأصيلة بالطرفين- حيث انتمائي العرقي لحمر، كما وأنني (خال لزم) لأربعة من المعاليا، (والخال والد)، وهم يشرفون المنطقة والسودان والأُمةَ بأسرها.. فأحدهم قد تلقى تعليمه في (ألمانيا الاتحادية) حتى السنة الرابعة أساس، وكان الأول على دفعته من الألمان طيلة السنوات الأربع التي أمضاها معهم والدراسة بالتأكيد بلغتهم الألمانية، وهو الآن طالب طب بجامعة الخرطوم في المستوى الخامس، وقد طلبوا من والده حين انقضاء مدة دراسته العليا معهم أن يُبقي هذا الصبي العبقري الفذ (خالد) بطرفهم حتى يكون تحت بصرهم ورعايتهم، ولكنَّهم (صدقوه وهم كاذبون).. فهي مجرد كلمة حقٍّ يراد بها باطل، وهم يستكثرون علينا العبقرية والنبوغ والتميّز العلمي، (فهموا الآريون المتميزون) بزعمهم وشعورهم الكاذب!! وهؤلاءِ الصبيةُ جميعاً في طريقهم نحو ذات التخصص، فأبوهم طبيب متفوق على أقرانه مذ كان طالباً في كلية الطب بجامعة الخرطوم، ومتميز وهو في هيئة التدريس بجامعة كردفان (رئيس قسم وظائف الأعضاء)، وعميد كلية الطب بالجامعة المفتوحة، وأستاذ مشارك في كلية الطب بجامعة الخرطوم ورئيس قسم وظائف الأعضاء فيها، وهو الآن أستاذ مشارك في جامعة القصيم بالمملكة العربية السعودية، وأُمُّهم من خبراء واستشاريي التغذية المرموقين في وزارة الصحة الاتحادية بدرجة ماجستير، وهم على الدرب سائرون، ومن شابه أباه وأُمَّه (ودي هُوادة من عندي) فما ظلم.. فلكل هذا وذاك أجدُني منفطر القلب، محروق الحشا، ودامع العينين في صمت، متصبِّراً بدعاءِ يعقوب عليه السلام: “فصبرٌ جميل والله المستعان على ما تصفون”، أدعو كل الأطراف المعنية من حكومة مركزية وولائية، وإدارات أهلية وكل أهل الخير في بلادنا ليعملوا بأقصى ما أوتوا من مقدرات لإيقاف هذا النزيف الدموي جملة (حاضراً ومستقبلاً) في كل أصقاع بلادنا، ورتق الفتق الناجم عن ذلك حتى لا (تنبهل) الأمور وتتسرب من بين أيدينا على مستوى القطر كله.. فنصحوا يوماً على مفاجأةٍ غير سارة ولكنَّها مُتحسبة: (هنا كان كيانٌ فاره إسمه السودان)، فنبكي عليه كالنساء حينما لم نستطع المحافظة عليه كالرجال!! وعلى كل طرف تحَمُّل ما يليه من تبعات والتزامات (مالية وجنائية وأخلاقية) نحو الطرف الآخر، وأن يُشرعوا للقضاء مُشْرعاً حتى يجري مجراه قصاصاً: ” وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”، أو عفواً: ” فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ”، وكفانا بربكم من المسؤولية الجماعية التي كانت وستظل وبالاً علينا وعلى بلادنا وعلى الأُمة بأسرها، وليتحمل كُلٌ ما كسبت يداه.. (فيداك أوكتا وفوك نفخ)، والسلام.
ولعَمْرك ما ضاقت بلادٌ بأهلها ولكنَّ أخلاقَ الرجال تضيقُ

[/JUSTIFY]

ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]