صلاح الدين عووضة

صدمة (صلاح ريدة) !!

[JUSTIFY]
صدمة (صلاح ريدة) !!

*من الحاكمين من يظنون أنهم محبوبون إلى حد الهيام من تلقاء شعوبهم ..
*ومن الناس من يظنون أنهم محبوبون إلى حد الوله من قِبل حسناواتٍ من حولهم ..
*فهل من وجه شبه بين الضربين هذين من الظن ؟!..
*لا أدري ؛ ولكن الخاطرة التي تبدو (مجنونة) هذه تفتقت في ذهني وأنا أشاهد جانباً من مسلسل مصري قديم..
*وخلاصة فكرة المسلسل أن طالبة فلسفة بجامعة الإسكندرية جذبت بجمالها إهتمام زملائها إليها بأكثر مما جذبتهم أطروحات (الحق والخير والجمال) ..
*وكل واحد من (المجذوبين) هؤلاء كان يظن أن ذات الجمال المدهش هذه لا تعشق أحداً من الزملاء سواه..
*أما لماذا (التوهم) هذا فذلك لأن البنت كانت تحرص على أن تكون لطيفةً مع الجميع كيما تبقى محبوبة ..
*فهي (عاجباها روحها) – فيما يبدو – وتريد أن تكون (وحدها) التي تطوف حولها القلوب ..
*وزميلة لنا – طالبة فلسفة كذلك – كان ينطبق عليها ما انطبق على طالبة الإسكندرية تلك بحذافيره ..
*وخلال رحلة ما سُئلت عن مطربها السوداني المفضل فقالت هوا اسمو مين ده اللي بؤول يا اللي رحت طولت الغياب ؟) ..
*وصباح اليوم التالي كانت حقيبتها قد امتلأت بأشرطة أغنيات زيدان إبراهيم ..
*وفي يوم صرخت باسم كاتب هذه السطور لا شعورياً فور أن قال أستاذ فلسفة القِيَم :(ما فيه صلاح المجتمع) ..
*فكان حدثاً مزلزلاً لم ينته إلا بإنتهاء مسبباته …
*أي بعد أن علم الزملاء أن أياً من الذين يحملون اسم صلاح – داخل القاعة – ليس هو المقصود بصرخة العشق تلك ..
*وخاصة صاحب هذه الزاوية بعد أن كانت قد انتقته ليرقص معها – أثناء الرحلة المذكورة – فاعتذرمغمغماً : (معليش ، أنا يادوبك بعرف أمشي)..
*وكانت صدمة عانى آثارها أكثر منا – نحن الحاملين اسم صلاح – زميلنا صلاح (ريدة) وقد كان مأخوذاً بما سماه : (الجمال الخرافي)..
*وهو إنما سُمي صلاح (ريدة) لأنه كان يجسد – حسب الزملاء – مقطع الأغنية القائل (الريدة الكتيرة ياحنين شقاوة)..
*وصدمة مماثلة تعرض لها النميري عندما ثار ضده شعبٌ كان يناديه بعبارة (شكراً شعبي) طوال فترة حكمه ..
*فقد كان يظن أن السودانيين يهيمون به حباً بما أنه (القائد الملهم) الذي يُغنى له ( بالملايين قلناها نعم) ..
*وعبود – من قبله – كان يظن الظن ذاته بما كان يرى من حشود (تُحشر) له ضحى أيام (الزينة) ..
*وما لم يدركه عبود ونميري – كلاهما – أن الشعب كان (يتوهم) التوهم هذا نفسه من جانبهما نحوه ..
*أي كان يظن أن (الشعور متبادل) وما درى أن من الحاكمين من لا يحب إلا ذاته وجاهه و سلطته ..
*ومن أمثلة الحاكمين هؤلاء – من غير السودانيين – صدام ومبارك والقذافي وعلي صالح..
*فقد كان كل منهم مصدقاً لكذبة الـ(99%) التي تعني (حب) الشعب له..
*ثم صُدم مثل صدمة زميلنا (صلاح ريدة !!!).
[/JUSTIFY]

بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة المستقلة