احلام مستغانمي

في زمن الهوس المرئيّ

في زمن الهوس المرئيّ
[JUSTIFY] في زمن الهوس المرئيّ بالمذابح، وبالميتات المبيّتة الشنيعة، من يصدِّق النيّات الحسنة لمصوِّر تتيح له الصورة حقّ ملاحقة جثث القتلى ببراءة مهنيّة؟ ليست أخلاق المروءة، بل أخلاق الصورة، هي التي تجعل المصوّر يفضّل على نجدتك تخليد لحظة مأساتك.
في محاولة القبض على لحظة الموت الفوتوغرافيّ، بإمكان المصوِّر القنّاص مواصلة إطلاق فلاشاته على الجثث بحثًا عن «الصورة الصفقة».
فهو يدري أنَّ للموت مراتب أيضًا، وللجثث درجات تفضيلٍ لم تكن لأصحابها في حياتهم.
ثمّة جثث من الدرجة الأولى، لأغلفة المجلاَّت. وأخرى من الدرجة الثانية، للصفحات الداخليّة الملوَّنة. وثمّة أخرى لن تستوقف أحدًا، ولن يشتريها أحد. إنّها صور يطاردك نحْسُ أصحابها.
ها هو ذا الموت ممدَّد أمامك على مدّ البصر. أيّها المصوِّر.. قم فصوِّر!

” عابر سرير”
[/JUSTIFY]

الكاتبة : أحلام مستغانمي