الرئاسيات التركية
انطلقت الحملات الانتخابية للرئاسيات التركية في العاشر من أغسطس القادم على صفيح ساخن، واختار رجب طيب أروغان رئيس الوزراء الحالي الطامح للرئاسة مدينة سامسون لإطلاق حملته، وهي ذات المدينة التي بدأ منها مصطفى كمال أتاتورك، لملمة القوات التركية”، إثر هزيمة قوات الأمبراطورية العثمانية، في الحرب العالمية الأولى، للبدء بما أُطلق عليه لاحقاً تسمية حرب الاستقلال العام 1919 التي انتهت بإعلان الجمهورية، وخاطب أردوغان مناصريه المحتشدين، مؤكداً على التغيير الذي ينوي فعله في أداء رئيس الجمهورية، قائلاً: “لن أغادركم، ولن أتوقف عن خدمتكم، ولن أستريح، بل على العكس تماماً، أترشح لأعلى منصب لخدمتكم وخدمة الأمة والجمهورية بشكل أفضل”.
أردوغان الذي تطارد حكومته الإسلامية تهم الفساد أطلق شعار (خطوة جديدة نحو تركيا جديدة)، وهو الشعار الذى يخضعه الأتراك إلى اختبارات عدة منها صدقية أروغان في القطيعة مع الماضي والتوجه نحو تركيا جديدة فعلا أم أنه مجرد شعار انتخابي لكسب المزيد من الأصوات تماما كما يرى معارضوه جهوده للتوصل إلى تسوية مع مقاتلي حزب العمال الكردستاني بأنها مسعى انتخابي أكثر من توجه نحو انهاء النزاع مع الجماعة الكردية.
أردوغان أطلق حملته الانتخابية للرئاسة قبل أن يقدم استقالته من منصب رئيس الوزراء، وهو ما أثار انتقادات معارضيه الذين اعتبروه استغلال للنفوذ وموارد الدولة لصالح مرشح حزب العدالة والتنمية للرئاسيات، حيث قال رئيس حزب الحركة القومية، دولت بهجلي: “اعتباراً من لحظة إعلان أردوغان ترشحه، كان عليه أن يستقيل من منصبه كرئيس للوزراء، لتفادي سباق غير مشروع على الرئاسة، وهدر الموارد العامة، فهذا الأمر يتصل باحترام الديموقراطية”، هجوم المعارضة على أردوغان ذهب إلى اتهامه بدعم تنظيم (داعش) الذي ينشط في العراق وسوريا ويهدد بإشعال المنطقة.
وفي وارد أنباء الحملات الانتخابية أعلن المرشح عن حزب (الشعوب الديموقراطية) الكردي، صلاح الدين ديميرتاش، بأنه سيدشن حملته الانتخابية من مدينة إسطنبول، اليوم الإثنين، ولكن مع حظوظ أردوغان الكبيرة في الفوز فإن المنافس الرئيسي لأردوغان هو مرشح المعارضة أكمل الدين إحسان أوغلو، وهو مفكر ومثقف إسلامي، ولكنه لا يتمتع بالكاريزما التي يتصف بها أردوغان.
واستهل أوغلو، حملته الانتخابية من مدينة سكاريا، بالهجوم على سنوات أردوغان في الحكومة وبالإشارة إلى نوايا أردوغان في تعديل الدستور لاكتساب المزيد من الصلاحيات، عندما قال إن “الدولة التركية تعيش أزمة كبيرة منذ عشر سنوات، وأي مرشح سيصل للرئاسة لابد أن يتصرف وفقاً للدستور التركي (الذي يمنح صلاحيات محدودة لرئيس الجمهورية)، وإلا سيكون سبباً لأزمة أخرى”.
[/JUSTIFY]العالم الآن – صحيفة اليوم التالي