عقل الرئيس و(بس) !!
* عضو مجلس الانتفاضة العسكري الفريق أول تاج الدين قال في حوار صحفي ما معناه: (والله النميري كان رئيس كويس إلا الأمريكان خدروه عشان يتخذ قرارات هو ما واعي بيها)..
* وباللهجة السودانية ذاتها نصيغ ما قاله البعض دفاعاً عن صدام حسين: (والله صدام كان رئيس كويس عِلاَّ الأمريكان أوعزولو بغزو الكويت عشان يتخلصوا من نظامه)..
* وكذلك ما كان يُقال عن القذافي: (والله معمر كان زعيم كويس بالحيل لكن الأمريكان جهجهوه)..
* ومثل الذي يُقال دفاعاً عن (الدكتاتوريين) هذا هو ما نقوله نحن رفضاً للأنظمة الأحادية..
* (يعني) لا يمكن لمصير بلد أن يكون معلقاً بعقل رجل واحد متى ما (أكل) الأمريكان- أو سواهم- به (حلاوة) ضاعت البلاد هذه (بحالها)..
* ثم لماذا لم يمارس النميري أو صدام أو القذافي الشيء ذاته تجاه رؤساء أمريكا- ودول الغرب – كيما يوجهوهم الوجهة التي يريدون؟!..
* قطعاً لا يمكنهم فعل ذلك بما أن الدول هذه تحكمها (المؤسسية) ولا يحكمها (أفراد) لا يبارحون كراسي السلطة أبداً بـ(أخوي واخوك)..
* إنهم (الذين يقعدون ولا يقومون) كما وصفهم – من قبل – كاتب عربي (ممغوص) منهم جداً..
* وبعد سنوات من (القعود) هذا يضحى الحاكم (متسلطاً) لا يرى في بلاده كلها من هو أحق بإدارة شؤونها منه..
* ومن أجل (تأمين) ديمومة البقاء في السلطة لا يتوانى (الزعيم) عن البطش بكل من يحتج على حكمه ليُكتب عند الله والناس والتاريخ (سفاحاً)..
* ثم لا يستكثر الصرف على معينات التأمين هذا ولو بلغ ما يعادل ثلثي ميزانية دولته..
* وأمثال (القاعدين) هؤلاء لا (يقومون) إلا بوسائل معلومة ليس من بينها وسيلة (أخوي واخوك) التي ذكرنا..
* فإما أن يُطاح بالواحد منهم عبر انقلاب عسكري (مضاد)..
* وإما عبر إنقلاب (أبيض) داخلي يحل فيه (أحمد) مكان (حاج أحمد)..
* وإما عبر ثورة شعبية كانتفاضتَّي أبريل واكتوبر عندنا، وثورات الربيع العربي من حولنا..
* وإما عبر ملك الموت الذي لا يتذكره (القاعدون) إلا حين يأتيهم (بغتةً)..
* والذي يهمنا من بين ذلك كله – اليوم- هو حكاية التأثير الخارجي هذه على (عقل) الرئيس الأوحد..
* فلو كان هنالك برلمان حقيقي لا تقتصر مهمته على (البصم)…
* ولو كان هنالك وزراء حقيقيون لا تقتصر مهامهم على محاولة (إرضاء) الزعيم…
* ولو كانت هنالك مؤسسات (تأمينية) لا تقتصر مهامها على عبارة (كلو تمام يا فندم)….
* ولو كانت هنالك صحافة حقيقية لا تقتصر مهامها على (المشي جنب الحيط)…
* لو كان ذلكم كله متوافراً لما احتجنا إلى من يلتمس العذر للحكام بمثل عبارة (والله هو كان كويس إلا الأمريكان لعبوا بعقله)..
* طيب ؛ أين عقول الآخرين ؟!!!
بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة