خليفة المسلمين الجديد
إحساس مُتعاظم يسربلني بأن مختصر الدولة الإسلامي في العراق والشام (داعش) غير متسق مع أحابيلها وأفاعيلها، ليس لخطأ منهجي فيه (المصطلح)، إذ أنه صحيح من هذه الناحية، لكن لأنه يحيلني إلى كلمة (دُعاش) المحلية المحضة، التي تعني عليل النسيم (الهابِّي) من مكان ما نزل عليه المطر، ما يجعل فتحتي أنفك تتسعان ورئتيك تنفتحان، ثم ما تلبث أن تُحبط حينما تعرف أن ما بين (داعش ودعاش) كالذي بيني وبين (القنقليس).
والأخبار من (داعش) تأتي، ليعلن المتحدث باسمها عن تأسيس دولة الخلافة الإسلامية، وتسميتها بـ (الدولة الإسلامية) دون إضافة العراق والشام لتصبح دولة لكل المسلمين في كل العالم، لافتا إلى تولي (أبوبكر البغدادي)، منصب الخليفة.
التسجيل الصوتي الداعشي الذي حمل عنوان (هذا وعدا لله)، أن راية الدولة الإسلامية، عالية خفاقة تضرب بظلالها من حلب إلى ديالي، وباتت تحتها أسوار الطواغيت مُهدمة وراياتهم مُنكسة وحدودهم مُحطمة وجنودهم ما بين مقتولة ومأسورة ومشرذمة، والمسلمون أعزة الكفار أذلة وأهل السنة سادة مكرمون وأهل البدعة خاسئون خانسون. وأضاف: ننبه المسلمين أنه بإعلان الخلافة صار واجباً على جميع المسلمين مبايعة ونصرة الخليفة حفظها لله.
وها أنا ذا القابع هنا في ولاية (السودان)، أعلن لخليفة المسلمين أن لا بيعة له في أعناقنا إلا إذا اتبعت دولته نظام ديمقراطي مدني يحترم جميع الأديان ويعترف بجميع الحقوق، ولأن ذلك غير ممكن ولا ينسجم مع عقلية الخليفة الجديد المتحجرة، نأمل منه أن يعيث و(يعوس) في بلاده كما يشاء وأن يتركنا وشأننا فلدينا ما يكفي من (العواسين)، الذين بمقدروهم أن ينتجوا آلاف الخطب العصماء من شاكلة (وأهل السنة سادة مكرمون وأهل البدعة خاسئون خانسون)، لكنهم ما يلبثوا أن يرتدوا عنها خاسئين وخانسين، لسبب بسيط وهو أن ما تفعله داعش وغيرها من التنظيمات المتطرفة لا ينسجم مع روح العصر، وما مثال طالبان ببعيد عن الأذهان، لذلك فإنك أيها الخليفة ذاهب غداً أو بعد غد. فلا طاعة ولا سمع.
[/JUSTIFY]الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي