تعال ننقل التجربة «2»
بدت «أنقرا» في قمة النظافة والهدوء الشيء الذي نفتقده في مخارج ومداخل وأعماق الأرياف.. والخاطر يتساءل هل وظيفة المحليات في بلادنا هي تحصيل الرسوم واقتسامها فيما يشبه الغنائم دون جعلها لأولويات الخدمات أم ماذا؟ وهنا من حقنا جميعاً أن نعرف كيف تدير المحليات مواردها دون تجريم أو قصد.. شاهد الله ما رأيت مواقعاً للجمال إلا وتمنيت أن أراها ببلدي.. قد تبدو بعض الأمنيات مترفة لكنها في عزائم الرجال والنساء واردة التحقيق والإدراك.. المهم ثقافة نشر الجمال والنظافة العامة نحتاجها بشكل ملح.. رغم قساوة اجواءنا ومناخاتنا وظروفنا الصعبة فقد ظللت ليومين أزيل آثار الغبار العالق من حولي عند العودة.. المهم سادتي القراء بدت أنقرا مدينة نظيفة في طراز اوربي حفي بالورود والزهور والاشجار والانتظام في الشوارع.. الجو يمارس سطوة ربيعية رائعة ثم يكاد يمطر.. الناس في رواحهم وقدومهم تأخذهم ايقاعات متناغمة متسالمة مع الحياة «التي شيرتات والجينز» ملبس ذو سطوة فارطة وسط الشباب وتكتفي المحجبات بلمسات جمالية بتلك الألوان الزاهية للخمارات والطرح القصيرة وبعض العبايات المميزة جداً.. ولأننا شعب نحب «جمال الغير» كدت أبحث في الوجوه عن مثيلة نور ومثيل «مهند» ذلك المسلسل التركي الذي أخذ بتلابيب بنيتي، حيث كنت أجدها مشدودة فاغرة فاهها، بل أنها قد قامت بنقل التجربة والعدوى لوالدتي فاصبحت في مواظبة لمشاهدة المسلسلات التركية.. قد تكون هناك مفارقات ما بين الدراما والواقع.. لكن واقعهم العام جميل المظهر.. المرافقين يطلعوننا على بعض المباني هناك على أنها عشوائية واكاد سراً أن أمني نفسي «بسكنة» تلك العشوائيات.. تبدو ملامح الحرية في الشارع ا لعام.. اتيحت فرصة لزيارة البرلمان التركي فعرفنا كيف يكتمل عقد المعارضة مع الحكومة والأصل أن المناكفة بينهما هناك فيما يشبه الحميمية الديمقراطية (الذكية) وحيث لا تعرف السياسة الا بعض المكر والدهاء تم الاطلاع على أوضاع جلوس الثنائيات الحاكمة والمعارضة في جدلياتها تلك.. المهم بعض الطراز الاسلامي ينحصر في الجوامع ودور العبادة جانب آخر حيث تتمازج اللغة في خليط لا يخلو من العربية، فهم ينطقون بعض الكلمات عربية «تمام.. صباح..» وغيرها من كلمات يمكن التقاط معانيها من السياق.
٭ آخر الكلام:-
من حقهم وواقعهم الماثل أن تمتد الأواصر بهم إلى العالم الراقي.. و أن تكون لهم اليد الطولى في الكيانات الدولية المتقدمة.. فالمد الاوربي هو الأقرب.. وما أجمل سماع أصوات المآذن والمساجد هناك.. احساس اسلامي مختلف.
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]