محمود الدنعو

إسرائيل وذريعة الاختطاف

[JUSTIFY]
إسرائيل وذريعة الاختطاف

التصعيد الإسرائيلي الراهن في الضفة الغربية لحملات المداهمات والاعتقالات يجري الإعلام الإسرائيلي تصويره كردة فعل على اختطاف ثلاثة شبان من المستوطنين، ولكن الواقع أن الحملة مقصود بها توجيه ضربات تأديبية لحكومة رام الله لسببين أولهما انخراط فتح في مشروع المصالحة الوطنية مع حماس رغم التحذيرات والتهديدات الإسرائيلية من إكمال المصالحة، والسبب الثاني يعود إلى انهيار مفاوضات السلام برعاية الولايات المتحدة التي أظهرت خلالها السلطة الفلسطينية صبرا وتماسكا في المواقف استبان على أثرها للعالم أن حكومة نتياهو لم تكن راغبة فعلا في السلام وإنما تسعى إلى كسب المزيد من الوقت، بجانب الخطوات التي اتخذتها السلطة الفلسطينية في الانضمام إلى الكثير من المنظمات الدولية بعد حصولها على وضعية العضو المراقب في المنظمة الدولية.
هذا التصعيد الإسرائيلي في سبيل إعادة ثلاثة شبان اختطفوا من موقع بالقرب مدينة الخليل يوم الخميس الماضي فشل في استعادة المخطوفين ولكنه واصل في التنكيل بالشعب الفلسطيني والسعي إلى ضرب الثقة بين فتح وحماس حيث ركز الاحتلال في الاعتقالات على قيادات حركة حماس، من أجل نسف حكومة الوفاق الوطني التي توعد نتياهو الرئيس أبو مازن عند إعلانها بأن يختار بين السلام مع حماس أو السلام مع إسرائيل.
ما يشير إلى تأكيد أن الحملة الراهنة من الاعتقالات والمداهمات ليست فقط من أجل استعادة المخطوفين ما قالته عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي من أن إسرائيل تستخدم ذريعة اختفاء المستوطنين الثلاثة لتنفيذ مخططها المتكامل والمدروس في ضم الضفة الغربية، والقيام بهجمة منظمة على فلسطين، دون أي اعتبارات قانونية أو أخلاقية، وفرض العقوبات الجماعية على شعب أعزل، وتكريس سياسة الأمر الواقع على الأرض.
التصعيد الإسرائيلي الراهن الذي اتخذ حادثة الاختطاف مبررا يترافق مع تصريحات خطيرة من شأنها نسف الجهود السياسية للعودة إلى طاولة المفاوضات، التصريحات التي أدلى بها الرئيس الإسرائيلي المنتخب حديثا روبين ريفلين لدى استقباله وفدا برلمانيا فرنسيا في الكنيست الإسرائيلي وفقا لما نشره موقع صحيفة “معاريف” أمس الجمعة، حيث التقى مع 40 عضوا من البرلمان الفرنسي، عندما قال إن حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يكمن في ما أسماه الحل الواقعي الذي يتمثل في دولة واحدة يهودية ديمقراطية يعيش فيها الفلسطينيون واليهود، هذا يتناقض تماما والجهود الدولية الرامية إلى التوصل إلى اتفاق على أساس الدولتين.
وهذا التصريح للرئيس الجديد لدولة الاحتلال يزيد من الشكوك حول جدية إسرائيل في التوصل إلى اتفاق سلام مع الجانب الفلسطيني في حال تم استئناف مفاوضات السلام المجمدة حاليا.
[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي