القطار فكفك حديدو!!
قرأت قبل يومين أو ثلاثة لا أذكر رسالة بطعم الدموع كتبتها قارئة اعتقد اسمها حنان كانت واحدة من الذين انقذتهم العناية الالهية بعد انقلاب القطار القادم من حلفا والأخت حنان روت المأساة بطريقة تقشعر لها الأبدان جعلت عيوني تتسمر في اسطرها وتعيدها مرة تلو الأخرى بحثاً عن حرف يخرجني من عمق الصدمة!! ودعوني أقول إن حادث كإنقلاب قطار طويل عريض مستحيل أن يمر دون مساءلة أو بحث عن الأسباب في أي من بلاد الدنيا إلا عندنا حيث لا مساءلة ولا عقاب ولا حساب وكلنا في انتظار يوم الحساب.. وحديث الأخت حنان اعتبره بلاغاً مفتوحاً يبدأ من رئاسة الجمهورية حتى أصغر مسؤول في الولاية الشمالية التي ذكرت صاحبة الرسالة انهم «انقلبوا وانعدلوا» دون أن تهب لمساعدتهم أي جهة ما لا والي.. لا معتمد.. لا حتى موظف في المحلية وإنه في آخر النهار جاءهم شخص بعربة يحمل معه أكياس عيش وطحنية «ما عارفه ليه أداني احساس انه جاي حصة الفطور» فهل يصدق عاقل أن هذه الكارثة حدثت دون أن تجد ما تستحق من الاهتمام وسرعة الإسعاف من ارسال طواقم طبية مجهزة وحضور رسمي يجعل الناس دي تشعر إنو عندها قيمة.. ولديها ثمن.. ولعله لفت نظري حديث الأخت حنان أن سائق القطار نفسه لم يكن لائقاً طبياً ليقود قاطرة تحمل العشرات من الأنفس البريئة وهذا في حد ذاته كفيل بفتح تحقيق حقيقي حول أسباب الحادث الشنيع!!
الدايرة أقولو إن مجرد المقارنة في الاحساس بالمسؤولية بين البغلة التي خاف عمر بن الخطاب أن «تعثر» في العراق ويسأل عنها يوم القيامة وبين قطر حلفا المقلوب «عديل كده» مجرد المقارنة تجعلني اسأل يا هؤلاء ما عندكم ذرة اختشاء!!
٭ كلمة عزيزة
أمبارح قلت إن كثيراً من المرضى يموتون قبال يومهم وهذه القناعة تأكدت منها من خلال تجربة شخصية لي الأسبوع الماضي داخل أحدى المستشفيات الشهيرة وسط الخرطوم وطبيب القلب المعروف مُصِّر- أن مريضنا يظل في العناية المكثفة عالية التكاليف.. دون أن يمنحنا سبباً منطقياً لوجوده.. ولم يشخص لنا مرضه..! بل ظل في حالة توقعات «ينطط» من تشخيص لتشخيص..! ومن فحص لفحص.. ونحن ندفع دم قلبنا.. وفي النهاية اتضح أنه ظل حقل تجارب لأدوية هو غير محتاج لها!! وبعد خروجنا اكتشفنا اننا فقط «خزنة» جاءت لهذه المستشفى.. ولن يطلقوا سراحها الا بعد أن تفضى!! لذلك أفكر جادة في أن ارفع قضية باسمي وابنائي اطالب بتعويض تجاه الليالي السوداء التي قضيناها في المستشفى المذكور دفعنا ثمنها من اعصابنا ودموعنا والطبيب يتلاعب بنا.. وهو يعلم أن من ادخله العناية المكثفة بأرجله ليس به شيء!!
٭ كلمة أعز
أخشى ما أخشى أن تتسبب طريقة التقديم الالكتروني للجامعات التي ستنتهجها وزارة التعليم العالي هذا العام اخشى أن تتسبب بكارثة لا يعلم مداها الا الله لحداثة التجربة نفسها، والتي كانت تحتاج لزمن حتى ترسخ وهو ما كان يتطلب بالضرورة أن تستمر كتفاً بكتف مع الطريقة القديمة.. وثانياً ليس كل الطلاب هم اولاد عواصم ومدن يحملون الهواتف الذكية.. وبعضهم في مناطق شدة ليس فيها كهرباء ناهيك عن اجهزة الكمبيوتر!! في العموم التجربة تحمل الكثير من المخاطر لكن مين يقول البغلة في الإبريق!!
عز الكلام – آخر لحظة
[EMAIL]omwaddah15@yahoo.com[/EMAIL]