مشية البطة !!!
* ما كنت أظن- إلى وقت قريب- أن هناك سبباً لترك المحبوب أشد غرابة من الذي أسرَّ به إليَّ صديق عزيز في زمن مضى ..
* فصديقنا هذا كان أشبه بمجنون ليلى في عشقه لفتاة هي- حسب قوله- أجمل من أليزابيث تايلور وقد كان مولعاً بالأفلام الأجنبية..
* (عيون إيه) و (شعر إيه) و (خِصر إيه)- هكذا كان يهمس وهو مغمض العينين- ثم يختم آهاته هذه قائلاً: (وللا الحكمة لمن تتلفَّت بغنج!!)..
* ثم تشاء الصدف أن (يتلفَّت) صاحبنا هذا نفسه يوماً ليبصر محبوبته من الخلف وهي تمشي..
* ومنذ اللحظة تلك لم يعد يحبها….
* قال إنه اكتشف أنها تمشي كما (البطة!!)..
* وحين سألته (يعني إيه؟) أجاب موضحاً مع استعانة (تصويرية) بيديه: (رجل تتجه يميناً والأخرى يساراً)..
* وليس معنى هذا أنه لم يكن يراها من الخلف- طوال فترة عشقه لها- ولكنها المرة الأولى التي يراها فيها تمشي من (الزاوية!!) هذه..
* وإن كان السبب هذا يبدو مفهوماً إلى حد ما- رغم غرابته- فإن آخر (مشابهاً) يصعب فهمه لتعلقه بـ(خلفية!!) غير (آدمية)..
* فقد فاجأني ناشط سياسي شاب اشتهر بعشقه للحزب (الكبير) المعارض الذي ينتمي إليه بفك ارتباطه بالحزب هذا بعد نظرة له من (الخلف) وهو يمشي..
* قال إنه نظر إليه لأول مرة من (الزاوية) هذه بعد أن كان مبهوراً بحسن مظهره- ومظهر رموزه- من الأمام..
* فأبصر- وفقاً لقوله- تحية كاريوكا وهي تسير راقصة فتميل (القاعدة!!) يميناً تارة وشمالاً تارة أخرى..
* ثم أحجم- الشاب هذا- عن المزيد من الشرح رغم الإلحاح لمعرفة المقصود من (وراء!!) الرمزية هذه..
* وحاولت أن أتخيل كاريوكا وهي ترقص فعجزت..
* فالتخيل هذا ليس بسهولة تخيل البطة وهي تمشي من (الخلف!!)..
* و(الغريبة) أن الحزب (التقليدي) الذي هجره من كان متيماً به هذا يوصف بأنه صاحب (القاعدة العريضة!!)..
* واعتداداً بـ(قاعدة) مماثلة تحدى قيادي (إخواني) مصري كبير المعارضين بالإحتكام إلى صناديق الإقتراع..
* صاح قائلاً- القيادي هذا- بغضب: (كل واحد يبص لـ«خلفيته» بأى وكفاية كلام فارغ)..
* ويضحى التحدي هذا مادة لنكات سياسية- كعادة المصريين- ليقول بعضهم: (إن كان على الخلفيات فعندنا منها كتير والحمد لله من بتوع السيما والهشك بشك)..
* وما يُحمد للمصريين هؤلاء أنهم أبصروا- منذ وقت مبكر- حزب محمد مرسي وهو يمشي من الوراء..
* فرأوه- الحزب هذا- يسير كما تسير (البطة!!)..
* ففضلاً عن كونها مشية (مضحكة)- هذه- فإن إحدى القدمين كانت تتجه نحو إيران (يميناً!!) والثانية نحو أمريكا (شمالاً!!)..
* ومشية مثل هذه كفيلة في حد ذاتها بجعل الذين صوتوا لصالح مرسي- من غير (الإخوانيين)- يكرهون حزب العدالة و(تقلباته الورائية!!)..
* تماماً كما كره صديقنا ذاك فتاته بسبب (مشية البطة !!َ!!!).
بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة