سرطانات الشمالية .. كلاكيت
* وأقول .. ليس هنالك من سبيل أو وسيلة فعالة لمعرفة السبب أو الاسباب إلا الدراسة العلمية العميقة، أو( البحث العلمى ) العميق والدقيق الذى يخطط له وينفذه باحثون وفنيون وكوادر مساعدة على مستوى رفيع ، تنفق عليه الدولة بسخاء ، وتشرف عليه من الألف الى الياء وتوفر كل الامكانيات المطلوبة وتتيح له قدرا كبيرا من الحرية بدون التدخل إلا بقدر ما يعين على الوصول الى نتائج دقيقة وصحيحة ذات قيمة احصائية عالية حسب المواصفات العلمية الصارمة !!
* هذا هو المطلوب بالضبط، وليس مجرد لجان علمية أو إدارية أو زيارات إستكشافية عابرة أو حتى دراسات قصيرة لا تتوفر لها الامكانيات أو الابعاد العلمية التى يجب أن تتوفر لمثل هذا العمل المهم جدا والكبير بكل المقاييس المعروفة !!
* قد تتوصل هذه اللجان أو الزيارات والدراسات القصيرة الى نتائج أولية او مفاهيم عامة ، ولكنها لا يمكن بأى حال من الأحوال ان تعطى نتائج قاطعة يعتد بها، ويعتمد عليها فى وضع خطط المعالجة للمشكلة او المشاكل إلا عن طريق دراسة علمية عميقة وجادة بالمواصفات المطلوبة تشرف عليها الدولة ، الغرض الاساسى منها الوصول الى النتائج المطلوبة ، وليس أى شئ آخر مثل الحصول على الدرجات العلمية أو كتابة ونشر الاوراق العلمية بغرض الكسب العلمى أو الادبى أو الترقى ، وان كانت هذه أهداف مشروعة يمكن ان تتحقق على هامش الهدف الاساسى الذى هو الوصول الى إجابة عن السؤال الاساسى .. ( لماذا زادت معدلات الاصابة بالسرطانات فى الولاية الشمالية فى السنوات الاخيرة حتى فاقت المعدلات المعروفة فى معظم انحاء العالم بشكل كبير ؟! ) !
* نحترم ونقدر الجهود العلمية التى بذلتها جهات مختلفة مثل تحليل عينات من التربة أو قياس مستويات الاشعاع فى المنطقة أو البحث ( خلال دراسات قصيرة) عن جينات قد تكون وراء ارتفاع معدلات الانتشار لسبب أو لاخر ، كما نحترم الاراء العلمية الجادة التى تحاول الاجابة على السؤال أو توفيرالافتراض العلمى المطلوب للوصول الى الحقيقة ، ولكن تبقى الوسيلة الوحيدة للوصول الى الحقيقة هى الدراسة العلمية الدقيقة والجادة ، وهى مسؤولية الدولة مثلها مثل توفير القمح والكهرباء والدفاع عن تراب الوطن وحماية أرواح الناس !!
* بدون بحث علمى حقيقى ودراسة جادة ، لن نتوصل الى نتائج قاطعة حول سرطانات الشمالية ، ولا أى شئ آخر ، وسنظل نعتمد على التكهنات والتخمينات التى قد تصيب أحيانا ولكنها بالتأكيد ستخيب معظم الوقت !!
drzoheirali@yahoo.com
مناظير – صحيفة السوداني – العدد رقم: – 2009-05-15