منصور الصويم

“كأس العالم” بطعم الخسارة

[JUSTIFY]
“كأس العالم” بطعم الخسارة

يحكى أن مساء اليوم الخميس سيشهد افتتاح وانطلاق فعاليات كأس العالم في نسختها العشرين، في البرازيل المصنفة الأولى في هذه الرياضة الشعبية الأكثر انتشارا على مستوى العالم، والمونديال الذي يتم تنظيمه كل أربعة أعوام، تحول مع مرور السنوات إلى أحد أهم الأحداث العالمية التي تجد تركيزا إعلاميا مكثفا واهتماما شعبيا ورسميا في كافة الدول، سواء تلك التي تشارك فرقها في منافساتها أو تلك التي تتخذ شعوبها مقعد المتفرجين وتنحاز تشجيعا بحسب ميولات أفرادها إلى أحد الفرق المتنافسة، والمناسبة (الكبرى) لا تتوقف فقط عند بعدها الرياضي، إذ تستحوذ الجوانب الاقتصادية والسياحية وحتى السياسية النسب الكبرى حسابات هذا (الكأس) العالمي!

قال الراوي: كأس العالم في السودان مثله مثل باقي البلدان يجد اهتماما شعبيا كبيرا ومتابعة تصل إلى حد الهوس اليومي طوال أيام المنافسة، والسودانيون بطبعهم يعشقون كرة القدم، رغم الفشل المستمر لفرقهم المحلية والفريق القومي سنويا وتجرع الهزائم المتكررة بمرارة من قبل محبي هذه اللعبة، وللسودانيين ذكريات (عظيمة) مع منافسات كأس العالم، بل أن بعضهم يؤرخ لمناسباته بسنوات (الكأس)؛ وكأنما المناسبة تتحول نتاج (الشغف) إلى شأن شخصي جدا تنسب له الأحداث الخاصة.

قال الراوي: وكأس العالم في السودان كان مناسبة اجتماعية – رياضية للفرح والترفيه، والتخلص من فائض التشنجات والقلق الحياتي، يتداعى الناس في أوقات بث المباريات ويتحلقون حول أجهزة التلفزيون في مجموعات تتبارى جماعيا في تشجيع فرقها المفضلة، التي يأتي في مقدمتها المنتخب البرازيلي، حيث يحس السودانيون أن في الكرة السودانية مهارات اللاعبين شيء من سحر السامبا.. آخر كأس عالم كان قبل أربعة أعوام، وكان السودانيون إلى حد ما سعداء به وبحياتهم وسودانهم الكبير!

قال الراوي: هل يا ترى ستحقق مباريات كأس العالم هذا العام ذات درجات اللذة والمتعة التي كانت تهبها للسودانيين من محبي هذه اللعبة (العجيبة)، هل بالإمكان، كما كان يحدث في الفعاليات السابقة، أن يكون كأس العالم مناسبة حقيقة للانفصال عن هم الحياة اليومي والانغماس في بهجة الكرة واللعب وتناسي الهموم أثناء سير المباريات، وأخذ إجازة من عنت اليومي وهمومه، ولو لمدة تسعين دقيقة تتجدد يوميا طوال زمن المونديال؟

ختم الراوي؛ قال: يأتي مونديال هذا العام، والسودانيون يحسون لأول مرة بالطعم الحقيقي للخسارة، وبالإحباط إن لم يكن اليأس من تحسن أحوالهم وتطور وطنهم المأزوم.

استدرك الراوي؛ قال: غايتو، حاولوا استمتعوا بلذة الكرة!

[/JUSTIFY]

أساطير صغيرة – صحيفة اليوم التالي