منى سلمان
هو مالو ..؟
استحق (دفع الله) لقب شيخ المكشكشين دون منازع .. كان منذ صباه الباكر متفوقا على أقرانه دراسيا ودروشيا، حتى ساقه التفوق لدخول إحدى كليات الهندسة التقنية، ولكن رغم ذكاءه وسرعة استيابه للدروس إلا أنه كان في حالة هيمان دائم .. يعاني من قلة التركيز في إدراك تفاصيل الأشياء، وسير الحياة من حوله .
لا يستطع أحد أن يجزم بالسبب في إلتصاق لقب (دفع الله المزنزن) به، فهناك من خبثاء المدينة من عزا السبب لأنه (قاعد يلفها) فـ (تزنزن) بعقله وتذهب بتركيزه، واستندلوا في زعمهم هذا على حالة كونه دائما (فاطي سطر) وغير مهتم بمتابعة ما يجري حوله، أما من يعرفونه حقا فينفون عنه تهمة (اللفة) ويرجعون اللقب لـ (الزين) بطل رواية الطيب صالح (عرس الزين)، وذلك لما بينهما من تشابة في الصفات ..
ظل محافظا على موقع الصدارة في التفوق و(الزنزنةً) حتى تخرجه من الجامعة، ولكن طيبة قلبه ونقاء سريرته تحالفت مع كشكشته، لتصنعا منه زول مسكين وما عندو (شدايد)، تعينه على مكابسة غابة الحياة العملية وصراع الجبابرة في الخدمة المدنية، كما لم تشفع له شهاداته، فقد ظل قابعا في أسفل السلم الوظيفي في إحدى المؤسسات التقنية لسنوات تلتها سنوات تاني دون أن يترقى درجة..
كذلك لم يفكر في الزواج، ولم تفكر في اصطياده واحدة من البنات اللاتي عرفهن منذ صباه، وحتى وقوفه على تخوم (البورة) بعد أن تجاوز الأربعين ..
بالإضافة لـ الكشكشة كان (دفع الله) يمتاز بالكثير من الخصال الجميلة، فهو خدوم متافني في خدمة الآخرين، لم يخذل أهل الحلة في ساعة (الحوبة) أبدا .. ففي الخريف عندما تتراكم مياه الأمطار في طرقاتها، لا ينشط غيره في التشمر لفتح المجاري فتراه خائضا في الطين لـ (الركب) يتابع تسليك مجاري الحي وخيرانه، وفي أفراح الحلة لن يقلق أحد ويشيل الهم من (بيتان القوى) أو مكابسة الحلل بعد نهاية الحفلة، وما ذاك إلا لأن (دفع الله) دائما ما يتكفل بتسليم كل معزوم صحن الكوكتيل في بطن إيدو ..
ومن لبكيات الحلة غيره ؟ فهو من يقوم بسقاية العائدون بالعنقريب من المقابر بأكواب الليمون والكركدي البارد، ويظل طوال أيام الفراش واقفا على تقديم الشاي والقهوه والماء البارد للمعزين ..
كان يواظب على الحضور للمكتب يوميا طوال سنوات دون أن يفكر يوما في أخذ إجازته السنوية، فتراكمت إجازاته مما دفع رئيسه في العمل لإستدعائه وفرض عليه كتابة طلب الإجازة فرضا .. مرت أيام الإجازة في ملل رتابة حتى جاء صباح اليوم الذي كان يتمشى فيه (دفع الله) في طرقات الحلة دون هدف، فصادف مجموعة من رجال الحي يهمون بالدخول إلى منزل قريبه (بابكر ودالصادق) ..
أسرع الخطى حتى لحق بهم ودخل معهم قبل أن يغلق الباب، جلس مع الضيوف وانهمك في الونسة والنقاش الذي تشعب بالمجموعة خاصة بعد وصول كمية أخرى من رجال الحي الذين تحلقوا جميعا حول سرير كان يرقد عليه (ود الصادق) ..
غادرت المجموعة الأولى وتبعتها مجموعات دون أن يفكر (دفع الله) في المغادرة بعد أن إستلم الدفة وصار يتكفل بالمساسقة بين الصالون والمطبخ لتقديم الضيافة من بارد وحار حتى جاء وقت الغداء فتكفل بإحضار صواني الطعام وتوفير الأباريق لغسل الأيدي بعد الأكل، وظل قائما على خدمة الضيوف الذين توافدوا لمعاودة (بابكر ود الصادق) بعد تشخيص حالته بالفشل الكلوي في الخرطوم بعد أن فشل طبيب المنطقة في تفسير سبب اصابته الدائمة بالغثيان والفتور والضعف ..
قبيل المغرب قام (دفع الله) بوداع آخر الضيوف وإضطر لأن يغادر بعده لأن (ود الصادق) قد استغرق في النوم ..
وهكذا داوم (دفع الله) لأكثر من أسبوع على الحضور لمنزل (بابكر ود الصادق) بعد شرابه لشاي الصباح مباشرة، ويظل جالسا بجوار سريره يقرأ معه الصحف ويتابع معه (نشرة عشرة) من الراديو الصغير الموضوع بالقرب من الفراش، وكلما حضرت مجموعة من الضيوق (تب) واقفا لخدمتهم .. بارد وحار وصواني أكل حتى يحين المساء فيغادر لبيته كالعادة ..
في اليوم العاشر حضر (دفع الله) وإلقى بالتحية على (بابكر) المضجع على جنبه، ثم جلس على كرسي وسحب إحدى الصحف وبدأ في مطالعتها، عندما وقف بباب الصالون حاج (النعمان) وحيّا ابن شقيقه المريض بصوت عالي:
كيف أصبحتا يا بابكر؟ ان شاء شديت حيلك واتخايرتا شوية ؟
قبل أن يفكر (بابكر) في الرد على عمه، انتفض (دفع الله) وأزاح الصحيفة جانبا وسأل في إنزعاج:
هو مالو ؟!! يبقى كويس من شنو ؟!!
وقبل أيضا أن يفكر حاج (النعمان) المخلوع في الرد عليه، إلتفت بوجهه ثم نظر لـ (بابكر) وسأله في إشفاق:
مالك يا زول ؟ أوع تكون عيّان ؟!! ليه ياخ ما قلتا لي ؟!! تصدق .. والله العظيم ما كنتا عارفك !!
لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com
عليك الله بعد القلتيه وختيتيه فى دفع الله ( ربنا يشفيه ) كان عرستى ليه ماكان اخير وكان كسبتى الاجر كمان خاصتآ وان مواضيعك السابقه ( فيها ريحة الاعراس ) وقفلت الموضوع ( هو مالو ) كبيره شويه قياسآ على وصفك الاول بانه متعلم وموظف كمان ، وعن لسانهن اقول (( وهو لاقنه وين وابو اربعين دا عز الطلب )) ولا كيف ؟ ولك التحيه ودمتى
والله يا منى لكن ما رهيييييييييييييييييييييييييبة
مباااااااالغة …..
تعرفي يا منى سليمان … قاعدة أتابع مقالاتك من فترة …. لكن الليلة إستفزيتني بالجد على التعليق ……..
ضحكت من أعماق أعماق قلبي 😀
😉 😉 😉
😀 😀 :lool: :lool: :lool:
ههههههههههههههاى
والله ده مزهلل صاح لكن يا المنينة صدقينى انا إتأكدت انتى البتلفيها مش دفع الله
😉 😉 😉 😉 😉 😉 😉 😉
ها ها ههههههه..يديكى العافية يا بت سلمان..والله دروشتينا معاكى…أبدا لم أتوقع النهاية اللذيذة دى مع انو مذكورة فى العنوان….كتاباتك دائما ذات مضمون وكمان فيها تشوييييق شديد…هو مالو هههههههههههه….:D
الله يكون في عونو…مسكييييين والله يحنن…
في إنتظار تكملة القصة أي الجزء الثاني والثالث؟
ودمتي لنا…!
لك التحية والتقدير ( )
انتي عسل
التحية لك اختى منى
كثيراً ما قابلنا امثال دفع الله هنا وهناك ولهم كثير من الطرف…
أذكر منها هنالك واحد يشبه الى حد ما دفع الله فى ذلك اليوم كان افراد أسرته يستعدون للذهاب ألى حفل عرس فى أم درمان وهم يسكنون الخرطوم أمتداد الدرجة الثالثة وحاول معهم أن يأخذوه معهم ألى بيت العرس ورفضوا له وأقنعوه بانه سيبقى لان الوالدة لوحدها وذهب الجميع سوى هو والوالدة وبعد فترة وجيزة من خروجهم هيأ نفسه ولبس البدلة البنية (الماخمج ) ووقف فى الزلط جنب مركز صحى سمير ووقف تاكسى بعد ركب وتحرك التاكسى قليلاً سأله سائق التاكسى وين الأخو ؟؟
قال : أم درمان
على هذا الأساس سائق التاكسى سلك طريق الغابة الى ان دخل كوبرى الخرطوم أمدرمان وطبعاً بعدالخروج من الكوبرى هنالك الطريق يتفرع طريق الموردة وطريق الأربعين .. سأله سائق التاكسى :
وين فى أمدرمان ؟؟؟؟
رد صاحبنا :
بيت العرس طوالى …………
( صاحبنا هذا ما شاء الله لا ينسى أى تصرف يقوم به بل يحكيه بكل كلمة قيلت )
تحياتي لأهل منتدى الأستاذة منى:-
الأخوة العسكريون ايضا لهم أدبهم الخاص بالكشكشة وفط السطر ولكن على طريقطتهم الخاصة ..فهم يطلقون على المكشكش (المذهلل) ولاأدري صحة التصريف اللغوي لهذه الكلمة ولكن ما اعرفه انها صرفت من الذهول ونحن نقول مذهول اما مذهلل هذه فهي ابداع لغوي عسكري خاص اشتقت من الذهللة على وزن فعللة!!!
ولا بد لاي دفعة في الكلية الحربية من وجود المستجد المذهلل ويسمونه ذهلول على وزن بهلول ويا ويلك اذا التصق بك اسم من ايام الكلية فانه سيلازمك حتي رتبة المشير
والمذهلل دائما يمتاز بالرواشة والتصرفات الغير متناسقة اذا دار الطابور يمينا تجده يدور شمالا ليس لديه اي توافق عقلي عضلي( وكهربتو) مقدمة دائما ونتيجة لضغط التدريب الرهيب تزداد ذهللته يوما بعد يوم يجري عندما يتوقف الناس عن الجريان ويقف عندم يجرون يصيح في موقف السكوت ويسكت عند الصياح ويجلب المصائب (الكيسات )للدفعة كلها .
غير انه هناك صنف آخر يطلقون عليه (ديك الجن )والحق يقال انني مكثت في االعسكرية نيفا وعشرين سنة لم اجد اجابة شافية عن ديك الجن هذا حيث لاتخلو دفعة من ديك الجن هذا والتسمية غالباما تكون مربوطة بالشكل العام للمستجد فديك الجن غالبا هو شخص جاحظ العينين (منطط عيونو) ضعيف البنية وله غرابة في مظهره العام
والاخوة العرب المتدربون بالكلية ايضا يتاثرون بالجو العام وينطقون كلمة ديك الجن بالطريقة الخليجية بطريقة عجيبة تزيد الامر جنوناوتدعو الى الضحك ولكنه ممنوع في هذه البقعة!!!
بقي هنالك مجموعة من الكشكشكات تاتي بمجهودات فردية حيث اخرجت الكلية ود الشواطين وابليس وهؤلاء صاروا قادة كبار منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ودمتم ….
دمتي ام الريان
متعك الله بالصحة والعافية
رغم الحزن تصنعين الفرح في دواخلنا …….
قمة الابداع
تحياتي لك
ام احمد – دبي
المنينة أم الرير الزول دا لمبة شماره طافي
و شكراً يا منى
الأخت العزيزة منى في البدء اسمحيلي أن أتقدم لكي بخالص التحية العطرة
وحقيقة الموضوع متميزة ومتفرد …
أتمنى لكي مزيد من التقدم والتوفيق من عند الله
بابكر
معقوله لكن يا دفع الله:confused: