ضيف مثير
قبيل احتفال فرنسا بالذكرى السبعين لإنزال قوات الحلفاء على شواطئ النورماندي لتكريم الجنود الذين شاركوا في إنزال قوات الحلفاء إبان الحرب العالمية الثانية بحضور قادة العالم، كانت وسائل الإعلام الدولي مشغولة ليس بجوهر الحدث فقط بل بحدث جانبي طغى على التغطيات الإعلامية وهو: كيف ستكون ردات الفعل عند لقاء الرئيسين الأمريكي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين وما إذا كانا سيتصافحان أم لا..
وقادة الدول الغربية التي تشهد علاقاتها توترا مع روسيا بسبب أوكرانيا جاءوا إلى شواطئ نورماندي أمس الجمعة بعد انفضاض قمة الدول السبع الكبرى في بروكسل التي قصلت من ثمانية إلى سبع بعد استبعاد روسيا التي تدهورت علاقاتها مع الغرب منذ ضم شبه جزيرة القرم مارس الماضى.
ووجهت القمة ـ قمة بروكسل ـ تحذيرات إلى الرئيس بوتن وخلال قمة مجموعة السبع، أكد القادة الغربيون أنهم “متحدون” في رد فعلهم على الأزمة الأوكرانية، قائلين: “نحن متحدون للتنديد باستمرار انتهاك روسيا سيادة ووحدة أراضي أوكرانيا. إن ضم روسيا القرم بشكل غير شرعي والأعمال الهادفة إلى زعزعة استقرار شرق أوكرانيا غير مقبولة ويجب أن تتوقف”.
طبعا الرئيس الأمريكي لم يفوت فرصة قمة بوركسل ليرسل التهديدات إلى خصمه بوتن حيث وجه أوباما تحذيرًا لروسيا خلال القمة، قائلاً: “سنرى ما سيقوم به فلاديمير بوتين في الاسبوعين أو الثلاثة أو الأربعة المقبلة بشأن الازمة الأوكرانية قبل أن يتخذ قرار بفرض عقوبات جديدة محتملة”.
إذاً، قادة الغرب أطلقوا من بروكسل التهديدات للدب الروسي بالمزيد من العقوبات ثم جاءوا إلى النورماندي يحتلفون وبينهم بوتن الذي شكلت الاحتفالات الفرنسية مناسبة جيدة له للظهور وسط خصومه بعد عزلة دامت أكثر من ثلاثة أشهر.
وأفلحت جهود المستشارة الألمانية ميركل في جمع بوتن والرئيس الأوكراني المنتخب حديثا الموالي للغرب بيترو بوروشينكو في مشهد اعتبره مراقبون خطوة جيدة نحو إعادة فتح الحوار بين الطرفين رغم أن وكالة “إنترفاكس” الروسية الرسمية قالت إن اللقاء كان عابرا وغير رسمي.
وبينما كانت وسائل الإعلام الدولية تركز على بوتن وأوباما كانت المستشارة الألمانية تلعب دورا بارزا في الجهود المبذولة لاستنفاد كافة السبل قبل فرض المزيد من العقوبات على روسيا، وظلت برلين تعارض اللجوء لخيار العقوبات قبل نفاد الخيارات الأخرى، والتقت في فرنسا بالرئيس بوتن وكانت مهندسة اللقاء العابر بين بوتن وبورشينكو لأول مرة، حيث قالت لبوتين إن موسكو “تتحمل مسؤولية كبيرة” في إحلال السلام بأوكرانيا، وتواصل ميركل مساعها من خلال الإعلان أمس بأن وزراء خارجية ألمانيا وروسيا وبولندا سيلتقون في سان بطرسبورج لبحث الأزمة الأوكرانية.
[/JUSTIFY]العالم الآن – صحيفة اليوم التالي