رمضان.. “في حرورٍ ينضج اللحم بها”
لاحت معالم الشهر الكريم وموسم الرحمة والمغفرة والعتق من النار.. نسأل الله القبول ونسأله الصبر والتحمل، فعلماء الفلك يعدوننا بأقسى رمضان منذ أكثر من ثلاثين عاماً حيث ستتجاوز فيه الحرارة أعلى الدرجات ما قد يفوق في بعض المناطق العربية الخمسين درجة مئوية..
أما نحن في السودان فإن رمضان يأتينا مدعَّماً فوق ظرف الطقس بظروف معاناة وضيق اقتصادي وغلاء طاحن ومصاعب غير مسبوقة نصطحبها معنا في الطريق نحو شهر التوبة.
السودانيون بيقينهم الاستثنائي لا يصابون بالجزع من وعيد علماء الفلك بل إن بعضهم يعتبره (رمضان كارب) يتيح مناخه الساخن للعباد أن يقتربوا من الحكمة في تشريع الصيام ومن مقاصد الدين والشريعة فيرحبون أيما ترحيب به..
آخرون يصومون رمضان احتساباً وإيماناً لكن مضاف إليهما (رجالة) أيضاً وهم أولئك الذين يتذكرون مسادير الحماسة ويرددون مرحبتين حباب الصيف الساخن في رمضان.
الدولة في السودان تظن دائماً أنها غير مسؤولة عن مثل هذه الظروف والأمور ويكفيها فقط أن تضمن أقل نسبة قطوعات كهرباء وأقل نسبة قطوعات مياه، ثم تتأكد من مخزون السكر، ولو نجحت في تحقيق هذه الأشياء تبتسم أوسع ابتسامة لها وتشعر بأن دورها قد انتهى هنا.
أقترح على الدولة بإلحاح شديد أن تفكر في تعديل جدول دوام العمل بالنسبة لموظفي الدولة في القطاع العام وبإيعاز لموظفي القطاع الخاص والشركات أيضاً خلال أيام رمضان بحيث يتم تقليص ساعات العمل إلى أربع ساعات فقط تبدأ من الثامنة والنصف وحتى الثانية عشرة والنصف.
أربع ساعات دوام تكفي وتقي الموظفين شر ساعات منتصف النهار التي يقول علماء الفلك إنها ستأتي هذا العام متجاوزة لحدود المعقول وأقرب لوصف الشاعر الجاهلي سويد اليشكري:
في حرور ينضج اللحم بها
يأخذ السائر فيها كالصقع
ولو عاش سويد اليشكري في هذا الزمان لبرع في وصف معاناة المواطنين مع المواصلات وكركر في صيف رمضان.. الأطول نهاراً هذا العام.
إن تجنيب الدولة لتعرض المواطنين لحرارة الصيف في نهار رمضان هذا العام يكون بتحديد نهاية العمل خلال أيام الشهر الكريم مع بداية وقت الظهيرة وهو في تقديري حق من حقوق الإنسان، ويجب أن تلتزم الدولة بأن تكفله للمواطنين طالما أن تحذيرات العلماء والخبراء بهذه الدرجة من الجدية.. وطالما أنها لا خيل عندها تهديها ولا مال للعلاج من أمراض الصيف وفقد السوائل للصائمين..
كذلك يجب محاسبة أي شركة أو جهة خاصة تعرض عمالها للعمل في ساعات الظهيرة خلال هذا الموسم، هذه المطالب واجبة على الدولة الموقعة في مواثيق منظمة العمل الدولية..
أما برلمان (منع الواقي الذكري) فعليه أن يطالب الحكومة بحماية المواطنين من التعرض لمخاطر الشمس الحارقة في نهار رمضان هذا العام.
وهيئة علماء السودان صاحبة الخطوط الحمراء في بنطال المرأة وفي ردة مريم عليها أن تخرج فتوى ساخنة وعاجلة تطالب الحكومة ومجلس الوزراء بحماية المواطنين من التعرض لمخاطر الشمس الرمضانية الحارة والخطيرة على حياة المواطنين حتى يمر الموسم بأقل خسائر دنيوية وأكبر مكاسب في حسن العبادة.. العلماء يحذرون منذ الآن.. لا ضرر ولا ضرار..
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
[/JUSTIFY] جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي