صلاح الدين عووضة

بائعات الهوى !!!

[JUSTIFY]
بائعات الهوى !!!

* بعض (حُرَّاس) بوابة حقوق المرأة في بلدي يذكرونني بـ(حارس) بوابة بلدياتنا (فقيرنتود) ليلة زواج ابنته في زمن مضى..

*فقد كان بين الـ(فقيرنجِّي) – أي آل فقير – والـ(همزنجِّي) عداوةٌ تطاولت سنواتها دون أنيفلح الأجاويد في وضع نهاية لها..

* ومن تبعات تلكم العداوة أن كلاً من العائلتين كانت تحرص على تأمين أيَّما مناسبةاجتماعيةسعيدة تخصها خشية أن يُفسدها (فتّوات) العائلة الخصم..

* وفي ليلة زواج ابنة فقيرنتود تلك كلَّف رجال (العيلة) فتًى قوياً من حلة (فوق) لحراسةالبوابة بما أن أيَّاً منهم ما كان يريد أن يشغله شاغل عن حفلٍ أستجلب له مُغنّون خصيصاً- من دنقلا ..

* وحُذِّر ودَّ الخير – وهو اسم الحارس – تحذيراً شديداً من دخول أي (قرد) من الـ(همزنجِّي)إلى البيت ؛ كبيراً كان أو صغيراً..

* قال له عميد أسرة آل فقير بالحرف الواحد: (ما عايزين أي قرد يحوم بجاي)..

* وكان ود الخير هذا به شئ من (هبل) لم يأبه له عميد الأسرة كثيراً بما أنه ـ أي الحارسـ (قوي) ويعرف آل (حمزة) فرداً فرداً..

* وما كاد الحفل يبدأ حتى أطلت بين الحاضرين وجوهٌ يعرفها آل فقير جيداً ..

* فهُرِع نفر من الـ(فقيرنجيِّ) نحو ود الخير يستفسرونه عن (الحاصل) بيد أنه لم يحد عن

عبارة واحدة طفق يرددها دفاعاً عن نفسه..

* فقد ظل يقول: (يا جماعة والله أنا الككَّو بتاع ناس همزة شايفو هناك بنطط فوق حيطة

جارهم أحمد كُنَّه وما جا علينا هنا أصلّو) ..

* ونسى آل فقير أن لأعدائهم قرداً صغيراً (حقيقياً!!) ..

* ونسوا أن ود الخير به هبل يجعله عاجزاً عن التمييز بين ما هو حقيقي وما هو مجازيّ..

* ونسوا – أخيراً – أن هنالك حكمة تقول: (ما حكّ جلدك مثل ظفرك) ..

* و(خِربت) دار آل فقير في تلكم الليلة بسبب (سوء حراسة) البوابة ..

*ولحقوق المرأة كذلك بوابة لا يجيد حراستها بعض الذين نذروا أنفسهم للمهمة هذه رغمأنهم (مثقفون!!) وليسوا مثل ود الخير..

* فهم حريصون على أن لا يعبر البوابة تلك (قرد) من أعداء حقوق المرأة..

* كل (شئ) يمكن أن يعبر إلا (القرود) ..

* وتعبر كل يوم أشياء وأشياء دون أن يعيرها الحراس التفاتاً لـ(انشغال أذهانهمبحركة)القرود..

* فتعبر – على سبيل المثال – ثقافة (تسليع) المرأة في سوق الإعلان والترويج حتى تضحى سلعةً (جسدية!!) جميلة لا يهم إن كان لها عقل أم لا..

* وتعبر ثقافة التمييز بين النساء أنفسهن لتخيُّرِ أكثرهن (جمالاً) للعمل كمذيعات تلفزيونياتولا يهم إن كان لهنّ عقول أم لا..

* وتعبر ثقافة حرية (حمل) أقراص منع (الحمل) داخل الحقائب الطلابية دون أن يهم

(الصائدين!!) إن كان لـ(الحاملات) – خشية أن يصرن حوامل – عقول أم لا..

* ولأن عقول (المحروسات) هي التي تهمنا فإننا نلفت انتباه الحراس إلى خبرٍ نشرته إحدى

الصحف يربط – في غيرما منطق – بين سعر (بيع القوارير) وسعر (بيع الأجساد) ..

* والقوارير المعنية هنا ليست التي أُمرنا بالترفق بها وإنما هي قوارير المياه..

* فالذي يبيع قارورة ماء في الجنوب هذه الأيام – حسب الخبرالمذكور – يربح أكثر من (بائعةالهوى) الأجنبية التي تبيع جسدها..

* طيب؛ ما هي الصلة بين قوارير المياه وبائعات الهوى؟! ..

* هل المراد – مثلاً – الإشارة إلى (قوارير) صرن يبعن أجسادهن بثمن بخس في مقابل

(قوارير) ذات قيمة؟! ..

*أم المقصود هو لفت انتباه (الحُرَّاس) إلى خطورة تفشيِّ ثقافة (تقييم) الأجساد دون

العقول – بالنسبة للنساء؟! ..

* أي ثقافة جعل الجمال (بوابةً!!) للرزق سواء عبر العمل كـموديل ، أو عارضة أزياء ، أوفتاة إعلان ، أو (بائعة هوى) ؟!..

* فكل المهن هذه لا تشترط المؤهل (العقلي !!) وإن وُجد ..

* ولكن حراس حقوق المرأة عن هذا كله غافلون..

* فالذي يهمهم فقط هو أن لا (يهوِّب) قرد واحد ناحية البوابة ليلج الدار..

*والخبر (القبيح)هذا – عن بائعات الهوى والقوارير – (قدل بمزاج!!) داخل دار حقوق المرأة..

* قدل مثل قدلة آل حمزة داخل دار فقيرن تود ليلة عرس ابنته..

* ولكن كلمتنا هذه هي بمثابة ككّو الـ(همزنِّجي !!!!!) .
[/JUSTIFY]

بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة

تعليق واحد