الزول صغير وعارف
يغني مصطفى سيد أحمد للكتيابي قائلا (اخاف غيم المنى الشايل تشيلو الريح ويتفرق اخاف واخاف ) فالبلاد ظللتها قبل اشهر غيوم الوفاق والتلاقي ونبذ الخصام والفرقة فحدث حراك لا بأس به في هذا الاتجاه رغم ان الشغلانة تمشي اتنين وترجع تلاتة. تأسيسا على هذا التقطت جامعة القضارف القفاز فتنادت لندوة باسم (ملتقى الحوار الوطني ) فكان حدثا فريدا من حيث المحتوى والتنظيم ثم الاثر .
الفكرة الاساسية كانت كيف يمكن أن تتحاور مكونات المجتمع المحلي القضارفي وتتواثق على ما ينفع الناس والولاية؟ ثم الاهم كيف يمكن أن تسهم الولاية في الحوار القومي باختلاف صوره ومسمياته لتكون المحصلة تقوية لحمة الوحدة الوطنية؟ ويتزامن مع هذا التقدم والتنمية ,, فالبلاد عامة والولاية من ضمنها اهدرت زمنا طويلا وجهدا غاليا في الفرقة والتشتت.
لتجسيد الفكرة اعلاه قدمت اوراق علمية مثل مقومات الولاية الاقتصادية والاجتماعية وامكانية توظيفها لدعم الحوار ثم ورقة عن الخارطة الحزبية في ولاية القضارف وامكانية التقارب بينها وقبل ذلك قدمت اوراق مفاهيمية اطرت للحوار واصلته وكان النقاش على مستوى عال من المسؤولية والعلمية والشفافية وليته كان منقولا لكافة اهل السودان ليروا أن الجامعات الاقليمية مهما قلنا عنها فانها يمكن أن تكون حادية لركب التنمية والتقدم والرفاهية (ولا الاخيرة دي كتيرة شوية؟).
لربط الجامعة بالمجتمع ربطا فعليا كانت الفعاليات السياسية في الولاية موجودة بكثافة داخل القاعة واخذت فرصتها في النقاش وقدمت مداخلات اخرجت كل الهواء الساخن ووضعت كل المرارات على طاولة التفاوض فأحد القادة من حزب الامة جناح الاصلاح قال انه من مؤيدي الحكومة ووقف معها سياسيا في كل ما طلبته وحتى الآن ولكن اعتقال السيد الصادق (دخل علي دخلة شديدة) فبكى الرجل ولم يكمل حديثه ووجمت القاعة ولم تبسم الا بعد أن قال رئيس تحالف قوى الشعب العاملة احييكم بمناسبة مرور 45 عاما على ثورة مايو (الحمد لله لم يقل الظافرة والمنتصرة ابدا بإذن الله ).
القضارف ولاية وسطية وان كانت حدودية وبها من الموارد ما يجعلها تقود ركب التنمية في البلاد هذا اذا التفتت البلاد للتنمية القضارف اكبر منتج للذرة والسمسم والثروة الحيوانية والصمغ كمان وعن طريق القضارف لن تزداد حصيلة الصادر فقط بل يمكن للسودان أن يضع كل القرن الافريقي في جيبه الخلفي ما تقولي سد النهضة ولا اسرائيل في جزيرة حنيش و(في الحتة دي انا ما بفسر وانت ماتقصر ).
الروح التي خرجت من قاعة الندوة تقول إن على القضارف أن تجمع اطرافها وتوحد اهلها على مائدة خدمية تنموية وتمضي نحو التطور والتقدم وفي اتجاه المركز فإن اجتمعت كلمة اهل المركز على وفاق هناك ستكون القضارف داعمة ليس بالقلب ولا باللسان انما باليد وان تفرق غيم المنى المركزي الشايل يجب أن تمضي القضارف في سبيلها ليأتي الوفاق زاحفا من الريف لان القضارف بها من مقومات الريادة اذا احسن استغلالها وخرجت من ضيق السياسة و(حفرها ) الى سعة التنمية والخدمات.
جامعة القضارف جد مؤهلة أن تكون رأس رمح التنمية والتلاقي الوطني في الولاية وفي كل السودان لانها جامعة قومية في كادرها الاكاديمي وطلابها اما في علومها بالضرورة أن تكون عالمية فالعلم لا وطن له ولكنه يصنع الاوطان ويا (سمسم القضارف … انظر العنوان).
[/JUSTIFY]
حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]