ملل زي الملل!
الأنف في أرنبه الزهج ترفل في ثنايا الضجر .. والتأفف يحاول أن لا يبرز صوتاً فيحتسب الأنفاس ساخنة من هول احتمال الانفجار .. ملل من حواش المحراب الخاص إلى إتساع رؤى فيما يشبه الاختلاف.. ملل من تكرار المموج وإعادة المعادة وتضخيم النفس والذات.. وقليل من التريث ربما أعاد إلى النفس طمأنينة أننا ننفخ في «قِرب أنفسنا المقدودة» في محاولات يائسة عابسة .. من نحن؟.. ماذا نريد؟.. ولماذا دائماً نحن دون تلك الإرادة؟.. مما يحملنا الى أبعد من النظرللأشياء والأمور بالتفاؤل لا أحد يقوى على زجر التوهان في صحاري وسهول التداعي اللاهي .. حياتنا تبدو على بعض جوانبها الممكنة كيلاً من ترادف الملل وتراكبه على بعض البنيان المرصوص.. ملل من الأحاديث التي دائماً في الغالب تجنح إلى النزيف الذي لا يصمد في اتجاه الريح .. ما بال هؤلاء يمارسون (الفجاجة في الكذبة).. هذا الخفير الذي يحرس بوابة المؤسسة ينظر بلا تركيز ولا تحديد في عيون القادمين والذاهبين، وثم أحياناً (يعمل رايح).. هذه المرأة زمن يقولون فيه (حردان السوق مين يرضيهو).. تلك الموظفة تمارس التجوال (روومينق عديل) بين المكاتب تنقل فتات هذا إلى ذاك وغسيل ذاك إلى هؤلاء ثم تستغفر الله كأن شيئاً لم يكن أو كأنها كانت في مهمة مقدسة تستحق عليها أجر الاستغفار.. المدير يفرض أوامر اعتسافية دون أن يقدر ما تلقى به ظلال الواقع المحيط يريد عملاً مجوداً مكتمل الأركان دون أن يمس لك ميزانية خزائنه شيئاً ولا يعير منسوبيه نظرة تفاؤل قادم.. كل شيء يقول إن الخط التالي في منظومة إدارته يمارس السطحية في إعتراف العمل ويأخذ الأمور ببعد رزق اليوم باليوم.. وكأن القطاعي في الفهم غيب عمق الكلية الشاملة في فقه النظر للأمور.. والملل يمتد حينما ينظرك بعضهم بشيء من لا مبالاة لأمور هامة ثم يتولى بمبالاة لأمور غير ذات جدوى.. والملل يمارس العمق ويدخل في لحم الحقائق وعمق الزمن ويفرض بسطة قوية أن كل شيء يبدو كأنه مفرغ من محتواه وجوفه.. كيف لا يتسيد الملل الموقف والكل في محل جر ونصب وتعب بلا مردود يسد فاغر أفواه الحاجة.. والطاحونة تدور من هنا لهناك.. ثم لا يخرج منها إلا دراش الطحين الذي لم يبلغ محله.. وبعض هؤلاء يقولون بما ليس في مقدروهم ولا استطاعتهم ثم يصدقون أنفسهم.
آخر الكلام:
ملل زي الملل.. المناخ السياسي والاجتماعي والاقتصادي.. كلها على بعضها مناخات تبعث على الملل ما لم يظهر ملهم مؤثر في بواعث النفوس وعزمها على إدارة دولاب النفس نحو الانفتاح على الحياة بصورة محكومة بنظام «سيتستم» (مش زي الناصل داك) عفانا الله وعفاكم..
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]