تقنية معلومات

هل أنت دون عمل؟ ضع بطاقتك على الإنترنت

قد تتوقع أن يكون موقع إليكتروني تم تصميمه ليستهدف الأشخاص الذين فقدوا وظائفهم مؤخرا مثيرا للشفقة بل الحزن أيضا.

ومع ذلك وعلى السطح فإن هذا الموقع مزدحم ببطاقات التعارف والعمل القديمة التي سجلها الأشخاص على شبكة الإنترنت، ويتم تبادل المعلومات داخل الموقع عن أسماء الوظائف التي كان يشغلها هؤلاء الأشخاص قبل تسريحهم من العمل إلى جانب معلومات حول كيفية الاتصال بهم، وبعض هؤلاء الأشخاص المشاركين دونوا بضعة سطور حول طبيعة الوظائف التي كانوا يشغلونها.

غير أن الحالة العامة التي يمكن أن يستشفها المرء عند الدخول إلى هذا الموقع الإليكتروني والذي يعرف باسم بطاقات التغيير وعنوانه :”www.cardsofchange.com” هي حالة من التحدي والتحرر من القيود بل وحتى الانتصار.

ويقول أحد المشاركين بالكتابة في هذا الموقع إنه بعد أن فقد وظيفته استراح من معاناة قضاء ساعتين كل يوم في المواصلات لكي يصل إلى عمله، بينما يقول مشارك آخر إنه يعمل حاليا في مدبغ للجلود خاص به بالبرتغال، وتتكاثر أقوال وتجارب الخاسرين لوظائفهم فهذا يشير إلى أنه يقوم بتنفيذ مشروع خاص به، ويشير آخر إلى أنه ينظم رحلات قصيرة لإحدى الجزر سعيا وراء الرزق، وثالث يؤكد أنه تعلم أن يقدر قيمة الأشياء الصغيرة.

وقد ابتكر الموقع الإليكتروني توم فان دايلي من شركة أنونلاب وهي شركة “لابتكار الأفكار” ومقرها لوس أنجليس وكان من المعتاد تصنيفها كوكالة إعلانات، ويوضح فان دايلي إن أحد الزبائن طلب تنظيم حملة ترويجية تستهدف الأشخاص الذين أضيروا من جراء الركود الاقتصادي الحالي.

ويقول فان دايلي في تصريحات “إن مزيدا من الأشخاص يتعرضون لفقد وظائفهم أكثر من أي وقت مضى، غير أن كثيرا من هؤلاء الأشخاص أكثر من أي وقت سابق يبدءون عملا خاصا بهم”.

ويضيف إن الفكرة الأولية من إنشاء الموقع كانت إعطاء الأعمال الجديدة ساحة لتبادل المعلومات والاتصالات، على أن يكون الزبون هو راعي الموقع وكأنه بائع ومشتر سريع بالتجزئة.

ويوضح فان دايلي أن المشرفين على الموقع الإليكتروني أدركوا أنهم لا يمكنهم منافسة مواقع للتوظيف مثل Career Builder وغيرها من المواقع الإليكترونية التي يبعث إليها الراغبون في العمل ببياناتهم، وبالتالي فقد عاد الموقع إلى نقطته الأساسية.

ويقول فان دايلي إن الهدف أصبح الآن هو جمع قصص عن التغيرات الإيجابية التي طرأت على الذين فقدوا وظائفهم نتيجة الأزمة الاقتصادية العالمية، ويدعو الموقع الإليكتروني الذي أنشأه المستخدمين إلى إدخال بطاقاتهم القديمة على شبكة الإنترنت وتعديل أية بينات فيها إذا شاءوا ثم يشاركون الآخرين في قصص التغيرات الإيجابية التي حدثت لهم نتيجة فصلهم من العمل.

ومن بين القصص المنشورة على الموقع واحدة تقول : ” إنني استمتع بكثير من الوقت الحر الذي يتيح لي الاستكشاف والإبتكار والتصور “، ويشير سهم مصاحب لهذه القصة إلى صاحب العمل السابق مصحوبا بكلمة شكرا.

وكتب شخص آخر يقول: ” لم أعد أعاني من العمل في المكاتب الضيقة المقسمة والتي كانت تشعرني بالجحيم “.

وقال شخص ثالث أنه يشعر بجو من المرح عندما يتنقل بين صفحات هذا الموقع الإليكتروني المحترف. وأكد رابع أنه شعر بعد أن خرج من العمل بأنه أصبح ينتمي إلى نفسه مرة أخرى.

ومن بين الأشخاص الذين فقدوا وظائفهم السيدة سايتالين روجرز التي كتبت على الموقع تقول إنها بدأت مشروعا بإنشاء مجلة إليكترونية نسائية وكوميدية.

وتقول روجرز التي تخرجت حديثا من الجامعة وتنقلت بين عدة وظائف لمدة عامين وأحيانا كانت تظل فترة طويلة بدون عمل إنها كانت ذات روح فكاهية ولا تزال، وقد عملت روجرز مؤخرا لدى مكتب التعداد الأمريكي إلى أن تم الاستغناء عنها في نيسان/ إبريل الماضي.

وتشير روجرز إلى أن مجلتها الإليكترونية لا تحقق أرباحا وربما لن تحقق أية أرباح مستقبلا غير أن العمل في حد ذاته له جوائزه، وتقول إن هذه هي المرة الأولى في حياتها التي تجد عملا يستحق أن تنفق فيه الساعات الطوال وحتى الخامسة فجرا، وتؤكد أنه لشيء رائع ألا يحتاج المرء أن يأخذ إذنا من صاحب العمل أو أن ينتظر تصديقه على نتيجة العمل.

وساعدتها المجلة الإليكترونية على أن تظل منشغلة بعمل ما إلى أن عثرت على وظيفة مرة أخرى في مجال الرهن العقاري.

ويعرب فان دايلي عن سعادته بالاستجابة الملحوظة لموقعه الإليكتروني الذي تلقى أكثر من مئة بطاقة منذ تأسيسه في مايو/ أيار الماضي.

ويقول إنه أصبح عالميا حيث يتلقى بطاقات من إيطاليا والصين والسويد وبلجيكا وتايلاند والفلبين، مشيرا إلى أن الموقع يوضح مدى انتشار الركود الاقتصادي العالمي.
المصدر :العرب اونلاين