ما باين عليك دنقلاوى ..!!
* حمل بريدى الكثير من الرسائل والتعليقات حول موضوع (المليشيات القبلية .. قراءة تاريخية) الذى ذكرت فيه ان ظاهرة الاعتماد على المليشيات القبلية بواسطة الحكومات المركزية فى السودان
لاداء مهام تترفع الجيوش الرسمية عن القيام بها يعود الى وقت بعيد، وضربت مثلا بفيلق الشايقية فى الجيش التركى، و(قبيلة) البقارة التى كانت راس الرمح فى جيش الانصار ثم استغلها الخليفة عبدالله بعد وفاة المهدى لقمع خصومه واخضاع القبائل الاخرى لسيطرته، ثم المراحيل، والجنجويد باشكالهم واسمائهم المختلفة حتى الان.
* نبهنى كثيرون، الى عدم وجود (قبيلة) باسم البقارة، وفى حقيقة الأمر فاننى قصدت أن اقول (قبائل) البقارة أو العرب الرحل فى كردفان ودارفور بمختلف انتماءاتهم القبلية، ولكننى اخطأت وكتبت كلمة (قبيلة) بدلا عن (قبائل)، فشكرا وعذرا.
* وتناول كثيرون موضوع الشايقية خلال الحقبة التركية، ومنهم الاخ سيد احمد الخضر الذى يقول ان الشايقية استعان بهم الاتراك لجباية الضرائب، ولم تكن لهم مليشيات عسكرية مثل المليشيات التى استخدمتها او تستخدمها الحكومات لأغراض عسكرية، وان إختيار الشايقية لذلك العمل كان بسبب قوة شخصيتهم وحسن تعليمهم، أما إختيار بعضهم للعمل كباشبوزق فكان إختيارا فرديا ولم يكن قبليا او عنصريا، وما يؤكد ذلك الروح الوطنية التى يتمتع بها الشايقية واشعارهم التى تتغنى بحب الوطن، كما انك إذا إلتقيت بشايقى لن تدرك أنه شايقى إلا إذا أفصح بذلك.
* وبعد ان أشكر الأخ سيد أحمد وكل الاخوة الذين أرسلوا أو علقوا، اقول إننى احمل كل الود لأهلنا الشايقية ولكل قبائل السودان، ما قلته عن الشايقية والبقارة فهو ما قاله التاريخ ولست انا، الذى اسعدنى او ربما أشقانى ربى، بان جردنى من الانتماء القبلى، واذكر بهذه المناسبة اننى كنت معتقلا ذات مرة فى مبانى جهاز الأمن وسألنى الضابط أثناء التحقيق عن جنسى فأجبته بأننى سودانى، فقال انه يقصد قبيلتى، فأجبته بأننى لا انتمى لأية قبيلة، فاعتقد أننى امزح او احاول ان اتعنتر واعمل فيها (وطنى خالص) فصاح فى وجهى “كيف ما عندك قبيلة؟”، واصر ان أذكر له قبيلتى حتى يكتبها فى المحضر، فقلت له بدون ان افكر إننى شايقى، ولكننى خفت ان يكون جعليا فأقع فى شر أقوالى، فصححت نفسى بسرعة “لا، إننى جعلى”، ومرة اخرى خفت ان يكون شايقيا فتغضبه إجابتى، فقلت بسرعة اننى دنقلاوى مفضلا ان اكون فى الحياد، فقال لى “حكايتك شنو مرة شايقى ومرة جعلى ومرة دنقلاوى”، فقلت له: “يا جنابو أنا قلت ليك ما عندى قبيلة وانت أصريت اعمل ليك شنو، على كل حال أكتبنى دنقلاوى”، ويبدو ان اجابتى وقعت موقعا حسنا فى نفسه هذه المرة لأنه ضحك وقال: “خلاص دنقلاوى دنقلاوى”، ولكنه اضاف :”بس من شكلك وكلامك ما باين عليك دنقلاوى”.
[/JUSTIFY]
مناظير – زهير السراج
[email]drzoheirali@yahoo.com[/email]
دا شنو دا
تشيل شر الدناقله
الدناقله راسهم مليان علم مش زي راسك الفاضي ده ما بنتشرف بيك
اكثر ماأثار اعجابي من الاستاذ زهير هو ( اعتذاره ) ومهما اخطأ الانسان وتراجع واعتزر عن خطئه فهذا يكفي فهو دليل انسان متواضع وحكيم, ثقافة الاعتذار لا يجيدها الا الانسان الواعي المثقف المتحضر , شكرا اخي زهير علي هذا الدرس الجميل الذي قدمته لنا , سامحني غلطان بعتذر ,