هيثم صديق

هذه القوات لنا

[JUSTIFY]
هذه القوات لنا

لما كان المسيح عليه السلام، يخلق من الطين كهيئة الطير فتكون طيراً بإذن الله، كان الطير الذي يخرج من يد المسيح يحلق في الفضاء قليلاً، ثم يحترق.. قال المفسرون إن ذلك الطير لو توارت منه طيرة واحدة عن الأنظار لانتفت المعجزة ولتغالط الناس.. هل هذه الطيور من سلالة ما خلق المسيح.. أم من التي خلقها الله؟.. ولجأ المشرك ببراهين..
لذلك نستغرب جداً من رمي كل القوات الأمنية والجيش بتابعيتها لغير البلاد.. لا يعني أن يمسك حزب ما بمقاليد الأمر لتكون القوات النظامية تابعة له، ولو استقطب له أهل الولاء في رأسها، فإن الجنود والأفراد يمثلون القومية.. ولتنظروا لمقومات الجيش والأمن والشرطة من المقاتلين الحقيقيين في الميادين.
لا يخلو بيت سوداني من انتساب أحد أفراده لإحدى القوات النظامية، وفي ذلك أكبر مدافع عن قومية هذه الأجهزة، ولا أبلغ دليل من انتساب ابنين من أبناء الصادق المهدي للجيش والأمن.
إن البعض في سبيل سعيه لاقتلاع المؤتمر الوطني من السلطة.. يريد أن يشكك في انتماء القوات النظامية للبلاد، وتلك جريمة كبرى عقابيلها ستكون وخيمة إذا ما نجحوا في زرع هذه الفرية في عقول الشعب، ليتحول جيش منظم وعظيم كجيشنا المشهود له بذلك إلى مجرد “مليشيا” تابعة لحزب.
بلا شك سينقضي نظام الإنقاذ ولو بعد حين.. بحتمية التغيير وسنة الله في الكون، لذلك سيكون أمام القادمين محنة عدم وجود جيش، لأنه سيكون متهماً وسيصبح مثل جيش العراق لمّا تفتت بتهمة الانتماء للبعث، فأصبح جيش العراق طائفياً كما تمشي التهم وتسند الوقائع، فخرجت جماعات وجيوش موازية.
لقد أصبح التجنيد للجيش ضعيفاً، كما شكا وزير الدفاع معللاً الأمر بضعف الراتب، ولكن هناك أمور أخرى غير ضعف الراتب جعلت التقديم من الشباب للجيش ضعيفاً من أهمها.. ما يكتب ويقال عن جيش نشهد أنه يضم في (عظمه) كل السودان، بل ولقد حارب جنوبيون فيه قبل السلام والانفصال في صفوفه لمّا كانوا يقاتلون تحت راية القومية تلك، بل وكل قادة جيش الجنوب الآن وقادة المتمردين ممن نالوا رتبهم وخبرتهم في جيشنا الباسل وقواتنا النظامية الأخرى.
الجيش خط أحمر.. ما في ذلك شك، ليس في الصحف وحدها، ولكن فليكن في الصفحات التي تريد أن تجعل البلاد بلا جيش، ليعيشوا في الفوضى.

[/JUSTIFY]

هتش – صحيفة اليوم التالي