تكرار أحداث الفاشر
< لماذا تتكرر الأحداث الدامية والمؤسفة باستمرار في مدينة الفاشر ويسقط عدد من الشهداء والضحايا من النظاميين والمواطنين؟ < هذا السؤال تستطيع حكومة الولاية ولجنة الأمن في الفاشر الإجابة عنه، دون الحاجة إلى مبررات لم تعد مقنعة وتفاصيل باتت من المعلوم بالضرورة في مثل هذه الحالة، حيث تحشد في البيانات الرسمية نفس العبارات والمفردات واللغة الرمادية التي لا تشفي الغليل، بجانب محاولة تخفيف ما حدث والإبلاغ والإعلان بأن الأوضاع مستقرة والأمن مستتب. < خلال الأشهر القليلة الماضية تكررت هذه الحوادث داخل مدينة الفاشر أكثر من مرة، وتصدر البيانات دون أن يكون هناك حل حاسم ونهائي لهذه الظاهرة المقلقة والتجاوزات الخطيرة التي سببها غياب هيبة الدولة. < بنظرة بسيطة، لا يمكن للمتفلتين ومجموعاتهم المسلحة الموجودة داخل الفاشر سواء أكانوا من أتباع الحركات المسلحة الموقعة على اتفاقيات سلام، أو عناصر تتبع لجهات نظامية، لا يمكن لهذه المجموعات أن تنشط وتعتدي على الدوريات ونقاط وحملات التفتيش وتحتمي بأحياء محددة داخل المدينة، ولا تستطيع كل أجهزة الدولة العسكرية والشرطية والأمنية بالفاشر حسمها والقضاء عليها وضبطها. < كم يبلغ عدد هؤلاء المتفلتين.. وهذه العصابات؟ ما هو نوع تسليحهم؟ وكم عدد وسائل الحركة التي يملكونها من سيارات أو دراجات نارية؟ وما هي نسبة عدد أفرادهم إلى عدد القوات النظامية؟ < إذا كانت المعلومات غائبة فتلك مصيبة، وإن كانت موجودة فالمصيبة أكبر والفاجعة أعمق!! ونرجو من القلب، أن تكون المعلومات التي يتم تداولها بين المواطنين في مدينة الفاشر مخطئة، فالناس تقول، إن هؤلاء المتفلتين محميون من جهة في الولاية، ويوجد رابط ما بينهم وبين بعض المواقع المتنفذة تعصمهم من يد الدولة الباطشة؟ ويدلل البعض على ذلك بوجود أسماء بعينها كانت قريبة جداً من أعلى مركز قرار في الولاية وحظيت بقرب شديد الدنو منع عنها خطط تأمينية كانت معدة للتنفيذ ولو نفذت، لقضي الأمر الذي فيه تستفتيان!! < من المحزن أن تتوالى هذه الأحداث في الفاشر، وتقف حكومة الولاية في موقف العاجز الحائر من احتوائها واستئصالها بلا هوادة، فلجنة أمن الولاية تجتمع وتنفض، واستطاعت هذه الولاية التخلص السريع والفعَّال من أكبر موجة عسكرية للتمرد في المحليات الشرقية، وفي غضون أيام معدودات حسم أمر التمرد وضرب ضربة قاصمة لن تقوم بعدها قائمة لحركة مني أركو مناوي، فكيف لا تستطيع لجنة أمن الولاية والحكومة الولائية مواجهة حفنة من المتفلتين يعرفهم أهل المدينة ويعرفون قياداتهم.. وقد أورد بيان لجنة أمن الولاية أسماء قياداتهم وهم: عيسى المسيح وتمتام وود أبوك والصادق محمد زين؟! < ومن المضحك والمحزن في آن واحد أن نستمع لمبررات تُقال بشكل خاص من طرف المسؤولين الولائيين مؤداها، أن القرار العسكري والعملياتي اليومي في منطقة وولاية هي ميدان ومسرح عمليات، موجود في الخرطوم، وقيادة الأجهزة العسكرية والأمنية القابعة في الخرطوم هي التي تمتلك حق إصدار التعليمات وتحديد ما يتوجب فعله، وليس القيادات الميدانية الموجودة على الأرض في الفاشر!! < هذا الحديث لا يمكن أن يكون صحيحاً على إطلاقه، فالأجهزة العسكرية والأمنية في الولاية، قادرة على هذا الأمر بقليل من التنسيق وتقدير الموقف وإصدار القرار الصحيح. < والأغرب في هذه الحوادث أنها تقع في دائرة اختصاص محلية الفاشر، وتستطيع لجنة أمن المحلية وحدها قبل لجنة أمن الولاية لو توفرت الإرادة القوية معالجة الاختلال الأمني، وهذا ما لم يحدث مما يظهر الخلل الكبير في إدارة الولاية وتأمين مواطنيها. < فإذا كانت لجنة أمن المحلية هي المسؤولة عن معالجة الاختلال الأمني في مدينة الفاشر، فكيف لا تستطيع لجنة أمن الولاية التي أصدرت البيان أمس الأول حسم قضية على مستوى محلية؟ < وثمة سؤال ملح بقوة.. هل هناك من يتواطأ مع عيسى المسيح وبقية قادة المتفلتين؟ سؤال لن تتم الإجابة عنه إلا بواسطة حكومة الولاية. [/JUSTIFY][/SIZE]أما قبل - الصادق الرزيقي صحيفة الإنتباهة