محمود الدنعو

الورقة الرابحة في الانتخابات الملاوية

[JUSTIFY]
الورقة الرابحة في الانتخابات الملاوية

إجراء عملية انتخابية في أي دولة أفريقية يعد من الأخبار السارة في القارة الأفريقية، ولكن الأهم أن تُجرى الانتخابات دون عنف، وتكون إجراءات قيامها شفافة وحرة ونزيهة، وأن يتواضع المتنافسون على قبول نتائجها حتى وإن كانت عكس التوقعات والأمنيات.
أمس الثلاثاء، توجه نحو 7.5 مليون ناخب إلى مراكز الاقتراع للادلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والبلدية بمالاوي، وذكر راديو (أفريقيا 1) أن عدد مراكز الاقتراع بلغ 4.475، وأن نحو 1300 شخص يتنافسون على الفوز بـ 194 مقعدا في البرلمان، حيث من المتوقع أن يذهب نحو 70% منها إلى نواب جدد، ومن المنتظر إعلان نتائج التصويت في الانتخابات في غضون ثمانية أيام.
التنافس في الانتخابات الملاوية على مستوى الرئاسة سيكون محموماً بين الرئيسة المنتهية ولايتها (جويس باندا) وثلاثة متنافسين أقوياء بينهم (بيتر موثاريكا) شقيق الرئيس السابق (بينجو وا موثاريكا) الذي ينتمي للحزب الديمقراطي التقدمي والقس (لازروس تشاكويرا) من حزب المؤتمر المالاوي و(أتوبيلي مولوزي) نجل الرئيس الأسبق (باكيلى مولوزي) من حزب الجبهة الديمقراطية المتحدة.
وبغض النظر عن النتيجة التي يقررها الملاويون بين المتنافسين الأقوياء على الرئاسة، فإن القارة الأفريقية تتطلع إلى انتخابات سلمية تضع بها ملاوي تجربة جديدة على تجاربها السابقة في الانتخابات، فهذه خامس انتخابات تعقد في ملاوي منذ انتقالها إلى الديمقراطية التعددية في العام 1994.
اللافت في هذه الانتخابات أن من بين الاثني عشر مرشحا للرئاسة هناك ثلاث من النساء في مقدمتهن الرئيسة الحالية جويس باندا، وهذا مؤشر جيد على احترام النوع في هذا البلد الأفريقي الفقير نوعا ما، كما يراهن المراقبون في هذه الانتخابات على الشباب الذين باتوا يشكلون 60% من سكان ملاوي، وبالتالي فإن خيارات الأمة الشابة في هذه الانتخابات ستكون حاسمة.
المرشح الذي يقنع الناخب الملاوي بجدوى مشاريعه الاقتصادية يصبح الأوفر حظا، فهذا البلد الأفريقي يعد واحد من أفقر البلدان، ويعتمد في الموازنة العامة بشكل رئيس على المانحين الذين يضخون 40% من أموال الموازنة، ويحسب للرئيسة باندا التي ورثت الحكم عن الرئيس الراحل موثاريكا في أبريل من العام 2012 أنها أعادت ثقة المانحين في الاقتصاد الملاوي الذي تأثر كثيرا بسوء الإدارة خلال حكم الرئيس السابق، ونجحت باندا ثاني رئيسة في أفريقيا بعد رئيسة ليبيريا ايلين جونسون سيرليف، وخلال عام واحد من حكم باندا ارتفع معدل النمو الاقتصادي في البلاد إلى 6.9% في العام 2013، بينما كان معدل النمو في العام 2012 عندما تسلمت باندا الحكم فقط 1.9%.
الأداء الاقتصادي المتميز أحد الأوراق التي تدخل بها الرئيسة باندا هذه المعركة، فهل ستكون فعلا الورقة الرابحة؟

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي