عبد الجليل سليمان

إيلا.. هل ترفقت بنفسك؟

[JUSTIFY]
إيلا.. هل ترفقت بنفسك؟

ما فعله إيلا أول أمس يدعو للحيرة والأسف، ويعد سابقة ليس لها نظير في الأولين ولن يأتي مثيلها في الآخرين، إذ أنه من المتواتر والمفهوم عرفاً – في كل بقاع العالم- عدا ولاية (أمير بحر القلزم) و( سلطان الساحل)، أن العلاقة بين الحكومات والمعارضات تتسم بالكثير من الشد والجذب والتضاد (وهذا معنى معارضة)، لكن هذا التضاد مسؤولة عن إدارته (الحكومة) وليست المعارضة، باعتبار أنها (أي الحكومة) بجانب ما تملك أدوات القمع والمال، يفترض أن يكون لها مؤسسات تتصف بالحكمة ورحابة الصدر، بحيث لا تعتقد أن سلطتها التي بحوزتها الآن فوضها لها رب العالمين، وأن كل من يعترض عليها يخالف حكم الرب، ويرتد عنه، لذا فمن واجبها أن تقذعه وتقمعه وتضطهده. فالأيام دول سرعان ما ترتد اعقابها.
ولأن المعارضة بحسب تعريفها السياسي هي ظل الحكومة، ولأن حكومة البحر الأحمر (مُعوجة العود)، فإن من واجب الظل أن يتمرد على عودة المعوج، ويعترض عليه حتى يستقيمان معاً، ومن الأدوات المبذولة للمعارضة في دأبها لتقويم عود الحكومة، الاحتجاجات سلمياً على برامجها والتحريض على رفضها إذا رأت أنها لا تصب في مصلحة المواطن.
وفي هذا السياق، فإن تظاهرات مُناوئي سياسات والي البحر الأحمر مفهومة ولها ما يبررها، لكن (غير المفهوم) ولا المقبول أن يرتدي (إيلا) ثوبان في وقتٍ واحد (جُلباب الحكومة وبدلة المعارضة) فينظم مظاهرات تأييد لنفسه كردة فعل غير آمنة يكتنفها الكثير من (التهور) غير المطلوب، على أخرى مناوئة له، خاصة وأنها جاءت في مرحلة بالغة الدقة والحساسية.
ماذا يريد أن يقول (إيلا)؟ هل يريد أن يقول أن كل ما يفعله (صواب) لا يحتمل الخطأ، وأن ليس من حق أحداً أن يعترض على سياسته (السياحية)، وأنه ليس والياً عادياً بل (سيوبر والي) لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وأنه سيظل خالداً مُخلداً على (عرش الولاية) لا ينازعنه أحداً عروتها، إلاّ وأجزرة خُبي غمده؟ حتى ولو كان ذلك (المُنازع) هو حزبه نفسه.
على (إيلا) أن يترفق قليلاً بنفسه، قبل أن يترفق بمواطني ولايته وبحزبه، وأن ينظر إلى إخوته الذين سبقوه بالسطان، وسبقوه بالإقالة أو الاستقاله، عليه يتريث قليلاً قبل أن يندفع أكثر مما يجب، لأنه (كذا وكذا) غير مقيم في منصبه هذا إلى الأبد، وهذه سنة الكون والحياة، لكن قبلهما (سنة السياسة).

[/JUSTIFY]

الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي