دي مذيعة ولا (حربوية).؟
لا ادري لماذا استحضرت تلك القصيدة (الجنائزية) التى اطلق عليها صاحبها (ابيض اللون)، وانا اطالع امس الاول تصريحاً لمدير قناة النيل الازرق حسن فضل المولى ادلى به للزميلة النشطة محاسن أحمد عبد الله، فيما يختص بلون المذيعات مفاده: (هنالك بعض المذيعات يتغير لونهن فجأة).!…(اي والله زي ما بقول ليكم كدا).
بالمقابل يمكننا أن نعترف بأن بلادنا (حفظها الله ورعاها) من ابرز البلدان التى تنتشر فيها نظرية (الفجأة) هذه، فمثلاً الخريف يمكن أن يأتي (فجأة) في غفلة من هيئة الارصاد…والمريض يمكن أن يموت (فجأة) داخل بعض المستشفيات من (ذوات الرداءة والاهمال)…حتى الرجل يمكن أن يطلق زوجته (فجأة) لأنها (زودت عيار النقة حبتين)…لذلك لن استبعد على الاطلاق من حقيقة أن (الوان المذيعات) تتغير (فجأة) اسوة ببقية الاشياء.
وتصريح مدير قناة النيل الازرق بخصوص تغير لون المذيعات (فجأة) لابد أن يؤخذ على محمل الجد، ولابد أن تشرع الكثير من لجان التقصي والبحث المجتمعي في التنقيب عن هذه الظاهرة، قبل أن تجد بناتنا انفسهن ذات صباح (بدون لون)، او تتفاجأ بعضهن ذات صباح بأن لونها (مش ولابد)، لذلك فهي دعوة من صميم القلب للاهتمام بهذا الموضوع، ولنبدأ بالمذيعات اللائي ذكرهن الجنرال ونسألهن عن تلك الظاهرة وعن كيفية تحول الوانهن بين ليلة وضحاها.
جدعة:
اذكر قبيل سنوات انني في إطار تحقيق كنت اقوم به عن اللون الاسمر، اصطدمت بعبارة في غاية الاهمية اطلقتها احدى الفتيات حول مسألة اللون هذي، حيث قالت لي وبكل بساطة بأنها لا ترغب في تغيير لون بشرتها السمراء ولكنها ستجد نفسها يوما ما (مضطرة) لذلك الامر، لحسابات كثيرة في مقدمتها حصولها على وظيفة، حيث تعتقد بأن لونها الاسمر سيقف حجرة عثرة في طريقها العملي، خصوصاً انها تود أن تتجه الى عوالم الاعلام المرئي، وتلك هي الكارثة الحقيقية التى يجب أن نلفت الانتباه اليها، وهي أن البعض منا قد ساهم بشكل كبير في توطين مفهوم (دونية) اللون الاسمر، وذلك من خلال التمييز الذي يتم داخل بعض المؤسسات والهيئات الاعلامية وغيرها والتفضيل (السيء) الذى يتم لصاحبة البشرة البيضاء (المصنوعة)، على رفيقتها صاحبة البشرة السمراء (الطبيعية).
شربكة أخيرة:
معقولة مذيعة يتغير لونها فجأة..؟؟…دي مذيعة ولا (حربوية)..؟؟؟
[/JUSTIFY]
الشربكا يحلها – احمد دندش
صحيفة السوداني