دم مريم فى عنق الترابى ..!!
* أسألوا الترابى عن رأيه فى عقوبة المرتد، فهو الشخص الذى وضع القانون الجنائى لعام (1991 ) والمسؤول عن اقحام المادة (126 ) فيه والتى تنص على عقاب المرتد بالاعدام ، .
* ولقد فعل ذلك وهو يعلم تمام العلم باختلاف العلماء حول عقوبة المرتد وترجيح معظمهم لتركه بدون عقوبة رجاءا فى عودته للاسلام مرة أخرىوبما ان الشيخ الجليل فقيه وعالم وقارئ وحافظ للقرآن فهو بالضرورة اكثر من يعرف ويفقه أن القرآن الكريم لم ينص على عقوبة دنيوية للمرتد، بل على العكس احتشد بعشرات الايات التى تخيّر الانسان بين الايمان والكفر، ويعرف ان الرسول الكريم لم يقتل شخصا على ردته، وأكثر من يفهم انه لا يمكن الأخذ بحديث واحد، كما يقول الكثير من علماء وفقهاء الدين، وترك عشرات الايات القرآنية لعقاب المرتد بالقتل .. !!
* كما ان الترابى هو صاحب الفتوى الذكية التى اثارت اعجاب علماء المسلمين فى كل بقاع الارض، وأّذهلت الفرنجة الذين قصدوا احراجه عندما سألوه عن رأيه فى إمراة أمريكية بيضاء ــ وكان الترابى وقتذاك فى زيارة الى أمريكا فى عام 1991 وهى نفس السنة التى صدر فيها القانون الجنائى لعام 1991 ــ أسلمت فهل تبقى مع زوجها ام تطلق منه، فأفتى الترابى بأن تبقى معه، وبرر إجابته لمن سأله عن صحة فتواه، أولا، بأنه لا يوجد فى ادبيات الاسلام سابقة يعتد بها، فلم يحدث أن اسلمت إمرأة كانت متزوجة رجلا من أهل الكتاب فُطلقت منه حتى يعتمد على هذه السابقة فى فتواه وانما اللائى طلقن لاسلامهن كان أزواجهن كفارا، وثانيا إن الحكم بتطليق المرأة من زوجها وحرمان الاطفال من رعاية الابوين قد يؤلب المجتمع الأمريكى غير المسلم على الاسلام وإظهاره بمظهر الدين الذى يمزق الأسرة ويدمر الطفولة، مما يمكن ان يزيد من عزلة الاسلام فى المجتمع الأمريكى ويصرف الذين يفكرون فى اعتناق الاسلام عن أفكارهم ، وثالثا، بما أن المرأة اسلمت، رغم الآلة الاعلامية الضخمة المضادة لكل ما هو اسلامى فى امريكا، مما يدل على قوة عزيمتها وصدق اسلامها وبالتالى وجود فرصة كبيرة فى ان تهدى زوجها وأطفالها الى الاسلام إذا بقيت معهم .. لذلك أفتى ببقائها مع زوجها، فكفى الاسلام شر الخبثاء وأبقى على تماسك الأسرة، وفتح الباب أمام آخرين لاعتناق الدين الحنيف.
* كانت تلك فتوى الترابى التى أذهلت الغرب، وألجمت ألسنة الخبثاء، وأعجبت علماء المسلمين فأثنوا عليها وعلى حكمة صاحبها ورجاحة عقله .. ولكن إذا كان الترابى هو صاحب هذه الفتوى الرائعة والعقل الكبير والفهم العميق للدين، فلماذا حشد القانون الجنائى الذى وضعه فى عام 1991 عندما كان عراب السلطة الوحيد بالكثير من المواد المثيرة للجدل التى تدل على التشدد والتعسف وغياب الحكمة ؟!
* ام هو انفصام الشخصية كما قال (اندرو ناتسيوس) المبعوث الامريكى السابق للسودان عامى 2006 2007 الذى وصف الترابى فى كتابه (السودان، جنوب السودان ودارفور) أنه (ترابيان) وليس ترابى واحد .. الترابى الداعية الاسلامى المعتدل عندما يكون خارج السلطة او عندما يتحدث باللغة الانجليزية او الفرنسية مع الغربيين، والترابى صاحب الفكر الدينى المتشدد الذى يظهر على السطح عندما يكون فى السلطة أو عندما يتكلم بالعربى ..!!
[/JUSTIFY]
مناظير – زهير السراج
[email]drzoheirali@yahoo.com[/email]