عالمية

الفلسطينيون: لا محادثات إلا بعد وقف الاستيطان بالكامل

رام الله (الضفة الغربية) (رويترز) – استبعد زعماء فلسطينيون يوم الاثنين بصورة مطلقة اجراء اي محادثات سلام مع اسرائيل إلا بعد تجميد كامل ودائم للانشطة الاستيطانية الاسرائيلية.

وربما تهدف التصريحات التي ادلى بها الرئيس محمود عباس واحد حلفائه البارزين في حركة فتح الى تصعيد الضغوط على الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي يضغط من اجل بدء المفاوضات في مواجهة المعارضة الاسرائيلية للتعليق الكامل للتوسع في الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية.

وفيما يبدو انه اعتراف من الولايات المتحدة بوجود مشاكل في محاولة اقناع الائتلاف اليميني الاسرائيلي الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بوقف الاستيطان بالكامل قال مسؤول امريكي في الاسبوع الماضي ان واشنطن لن تصر على التجميد الكامل اذا قبل الفلسطينيون بما هو دون ذلك.

واوضح عباس ونبيل شعث وزير الخارجية السابق وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح يوم الاثنين انهما لن يقبلا.

وردا على سؤال بشأن احتمال ان يلتقي مع نتنياهو خلال اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة يوم 23 سبتمبر ايلول تقريبا قال عباس لقناة الجزيرة انه اذا لم يكن هناك تجميد للنشاط الاستيطاني واذا لم يكن هناك موقف واضح من جانب اسرائيل من هذه القضية فان مثل هذا اللقاء لن يتم.

وقال شعث لوسائل اعلام اجنبية في رام الله انه اذا طلب اوباما من حركة فتح بدء التفاوض بعد تجميد جزئي ومؤقت للاستيطان فانه سيقول لاوباما انهم يحبونه لكنهم اسفون لان هذا لا يكفي لاشراكهم في عملية السلام.

وقال ان الفلسطينيين اوفوا بالتزماتهم بموجب خارطة الطريق للسلام التي تساندها الولايات المتحدة منذ عام 2003 بما في ذلك وقف العنف ضد اسرائيل لكن اسرائيل اخفقت في الوفاء بالتزاماتها من خلال توسيع نطاق الاستيلاء على الاراضي في الضفة الغربية والقدس الشرقية التي احتلت في حرب عام 1967.

وقال شعث ان التجميد الكامل للاستيطان والالتزام باقامة دولة فلسطينية مستقلة سيجعلهم يحضرون الى مائدة التفاوض على الفور.

واستبعد قبول اي استثناءات للتجميد بما في ذلك استثناء البناء في القدس الشرقية او توسيع المستوطنات القائمة لمواجهة “النمو الطبيعي” للعائلات هناك.

وبينما يناقش مبعوث اوباما جورج ميتشل كما يقول الدبلوماسيون تجميدا لوقت محدود مثل ستة أشهر او عام قال شعث ان الحد الزمني الوحيد الذي يقبله الفلسطينيون هو تجميد يستمر حتى توقيع اتفاق سلام نهائي.

ورفض ايضا طلب نتنياهو بان يعترف الفلسطينيون باسرائيل كدولة يهودية واصفا ذلك بانه طلب جديد يهدف الى عرقلة المحادثات او الحكم المسبق على المفاوضات بشأن عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم في اسرائيل.

ويتساءل المحللون مع ذلك هل يستطيع عباس ان يرفض لفترة طويلة المشاركة في محادثات مع نتنياهو اذا اصر اوباما على ذلك.

واوضح نتنياهو الذي يضم ائتلافه المكون منذ خمسة اشهر جناحا قويا مؤيدا للمستوطنين ان اسرائيل لا تريد تجميد الاستيطان بالطريقة التي يطالب بها الفلسطينيون. ومع انه قبل في اعقاب ضغوط امريكية ان تكون الدولة الفلسطينية هي هدف عملية السلام فانه يتساءل عما اذا كان عباس الذي فقد السيطرة على قطاع غزة امام حماس يمكن ان يوفر الامن لاسرائيل.

وقال منسق السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا وهو يزور القدس يوم الاثنين انه يعتقد ان المفاوضات الامريكية الاسرائيلية يمكن ان تؤدي الى اتفاق في الوقت المناسب للسماح ببدء محادثات اسرائيلية فلسطينية بالامم المتحدة يوم 23 سبتمبر ايلول.

وقال شعث ان الانقسام بين حماس في غزة وفتح في الضفة الغربية عقبة امام التسوية السلمية مع اسرائيل وقال ان فتح تأمل بحدوث انفراجة في عملية الوساطة المصرية المقرر ان تستأنف في القاهرة في اواخر سبتمبر ايلول.

وقال ان الجانبين على خلاف بشأن رفض حماس تأييد حكومة وحدة وطنية تقبل اتفاقات سلام مؤقتة مع اسرائيل الى جانب خلافات بشأن التعاون في الامن الداخلي.

وقال شعث انه اذا تم التوصل الى اتفاق للمصالحة فان عباس سيحدد موعد الانتخابات المقررة للرئاسة او البرلمان يوم 24 يناير كانون الثاني. وقال انه دون اتفاق لن تكون هناك انتخابات لان اجراء الاقتراع في الضفة الغربية وحدها سيكرس الانقسام مع قطاع غزة.

وقال شعث ان اعضاء اللجنة المركزية لفتح سيزورون غزة في الاسابيع القادمة.

وقال ان عباس قام ببادرة طيبة ازاء خالد مشعل زعيم حماس في الايام الاخيرة بتعزيته في وفاة والده. وامتدح شعث ايضا حماس لقيامها “ببذل كل ما تستطيع” لايقاف اطلاق الصواريخ على اسرائيل.