الموازنة المقبلة.. الولاة في المقدمة

شرعت وزارة المالية والاقتصاد الوطني في عرض موجهات الموازنة المقبلة للقطاعات المختلفة، وبعد ان تم عرض الموجهات للمجلس الاستشاري لوزير المالية ومن ثم تم على مديري الوحدات بالوزارة وعلى القطاع الاقتصادي بمجلس الوزراء توطئة للشروع في إعداد الموجهات العامة، وأمس تم عرض موجهات موازنة العام 2010م على ولاة الولايات قبل عرضها على مجلس الوزراء نهاية الاسبوع الجاري، واعتبر ولاة الولايات هذا النهج بالخطوة الجيدة في النهج التشاوري لموجهات الموازنة،
وقالوا إن هذه الخطوة تتم لأول مرة بإشراك الولاة في الموجهات مطالبين بضرورة إشراكهم في المراحل كافة وإعطائهم الاختيار في وضع وتحديد المشروعات، وتعهد الولاة بالعمل على تنسيق الجهود في وضع موازنة الولايات بحسب الموجهات القومية لاتساق السياسات الاقتصادية، وأبان أن الموجهات تساعد في وضع موازنة أكثر واقعية، مشيرين الى مساهمة الولايات في الناتج المحلي عبر القطاعات الإنتاجية. وقالوا إن ربط مشروعات التنمية من شأنها تقليل تكاليف الإنتاج خاصة.
الموجهات العامة للموازنة المقبلة التي تستهدف التركيز على حشد واستقطاب الموارد المحلية والخارجية مع التركيز على الإيرادات غير البترولية وتوسيع قاعدة السودان الإنتاجية لزيادة العرض في الاقتصاد وإحلال الواردات من السلع بزيادة الإنتاج عبر البرامج المختلفة. وتعهد والي شمال كردفان بتطوير قطاعي الثروة الحيوانية والصمغ العربي واصفاً الخطوة بالجيدة.
وقال الزبير بشير طه والي ولاية الجزيرة إن الموجهات العامة تساعد في وضع موازنة اكثر واقعية، مشيراً الى قدرة الولايات في المساهمة في الناتج المحلي عبر القطاعات الإنتاجية، ودعا احمد هارون والي جنوب كردفان الى ضرورة إشراك القطاع الخاص مع ضرورة تنسيق الأجهزة الاتحادية والولائية وللدفع بالعملية الإنتاجية.
وزير المالية د. عوض الجاز دعا ولاة الولايات الى بسط ثقافة الوطنية من أجل النهوض بالبلاد وتحسين علاقات الإنتاج وتحمل المسؤولية من تقديم الواجبات على الحقوق للتحول نحو أمة منتجة.
واعتبر الجاز موجهات الموازنة المقبلة نقطة تحول حقيقي في التحول نحو الإنتاج عبر برامج محددة قال إنها ستكون ملزمة التكاليف، داعياً الى المسؤولية الجماعية في استغلال موارد البلاد المتاحة لصالح المواطن، وقال أثناء تداوله موجهات الموازنة مع ولاة الولايات إنها موازنة غير نمطية مع المرجعيات الأساسية للدستور والخطة الخمسية، وقال إن المنهج هو تحقيق الاكتفاء الذاتي في عدد من السلع، داعياً الولاة الى استنهاض الهمم وقبول التحدي في زيادة الإنتاج والإنتاجية وترشيد الإنفاق العام وتهيئة مناخ الاستثمار وتعظيم الاستفادة من مشروعات التنمية وبلورة العمل الاجتماعي لصالح الفئات الضعيفة وتحديد قاطع للأولويات وتوسيع وتنويع قاعدة الإنتاج، ودعا الولايات الى خلق شراكات وتحالفات للإستفادة من الموارد الاقتصادية بما يعود بالنفع على المواطنين.
وقال إن موجهات الموازنة تركز على تحقيق أهداف الألفية والحكم الراشد إضافة الى التركيز على تطوير آليات البحث العلمي بما يحقق العوائد الاقتصادية، داعياً الى استنهاض الهمم ولتحقيق أقصى ما يمكن من الإنتاج الزراعي والحيواني والصناعي.
عبد الرؤوف عوض :الراي العام