حوارات ولقاءات

أتيم قرنق نائب رئيس المجلس الوطني لـ(السوداني): (2-2) أبيي لم تكن سبباً في وضع أمريكا للمؤتمر الوطني ضمن قائمة الارهاب!!

[ALIGN=JUSTIFY]حوار: سعاد عبد الله
أبيي لم تكن سبباً في وضع أمريكا للمؤتمر الوطني ضمن قائمة الارهاب!!
أبيي ليست جزءاً من ممتلكات المسيرية أو المؤتمر الوطني وستظل أرض دينكا!!
أزمة دارفور لن تحل إلا عبر التفاوض السلمي وتوحد الحركات المسلحة
* أحداث أبيي إتخذتها الولايات المتحدة ذريعة لنسف خطوات الحوار بينها والمؤتمر الوطني ما تعليقكم؟
يطرح سؤال في سياق سؤالك هذا، هو لماذا تدهورت العلاقات السودانية الأمريكية مع حكومة الإنقاذ؟
إذا وجدنا الجواب لهذا التساؤل فإننا سنجد أيضاً العوامل والأسباب التي أدت إلى انهيار المحادثات الأخيرة بين المؤتمر الوطني والولايات المتحدة الأمريكية ولا أعتقد ان أبيي كانت ضمن العوامل التي أدت إلى قطيعة ما بين المؤتمر الوطني وأمريكا في تسعينيات القرن الماضي، أيضاً الحركة الشعبية أو قضية أبيي لم تكن من العوامل التي جعلت أمريكا تضع المؤتمر الوطني ضمن قائمة الدول الراعية للارهاب.. نحن لم نكن جزءاً من هذا وبالتالي القضية أكبر من هذا!!
* تربطكم في الحركة الشعبية علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة الأمريكية لماذا لا تستثمرونها لتقريب وجهات النظر بينها والمؤتمر الوطني من أجل المصلحة العامة للبلاد؟
المؤتمر الوطني لم يتقدم للحركة الشعبية ويوضح لها لماذا ساءت العلاقة أساساً بينه وأمريكا. وعندما يتقدم المؤتمر الوطني بما يحسب عليهم من قبل أمريكا وما يحسبونه ضدها عندئذ يمكننا ان نقوم بتقريب وجهات النظر بينهما، ونحن في الحركة الشعبية سبق ان ساهمنا في تحسين علاقات السودان مع جيرانه الثلاثة، أثيوبيا، أريتريا، يوغندا وذلك حدث بعدما عرفنا العوامل التي أدت إلى توتر العلاقات بين السودان وتلك الدول!!
* وثيقة أبيي التي تم التراضي عليها من الشريكين هل ستساهم في ايجاد حل حاسم للأزمة مستقبلاً؟
القضية في أبيي لم تكن قضية حل أو عدمه بل تتمثل في رفض المؤتمر الوطني لتقرير الخبراء عن حدود أبيي، وبما ان المؤتمر الوطني قبل بوجود حدود مؤقتة لمنطقة أبيي وعلى ضوء هذه الحدود يمكن تطبيق بروتكول أبيي لحين تحديد الحدود النهائية للمنطقة كل هذا يعتبر من جانب الحركة الشعبية خطوة كان يجب ان تتم قبل ثلاث سنوات ولم تكن هنالك ضرورة لزج المنطقة في نزاعات مسلحة راح ضحيتها العديد من الشباب والمدنيين، أرواح كثيرة أزهقت وشردت آلاف الأسر قدرتها الأمم المتحدة بـ 90 ألف مواطن.
مأساة أبيي لم يكن لها داعٍ ابداً.. لأن اتفاقية السلام وبالذات الترتيبات الأمنية؛ بها بند يقول ان اللواء (31) من الجيش السوداني يجب ان ينسحب من منطقة أبيي، عندما يتم إرسال القوات المشتركة إلى المنطقة، إلا ان قوات اللواء (31) ظلت في المنطقة خلافاً لما هو منصوص عليه في ملف الترتيبات الأمنية مما زاد من التوتر الذي تمخضت عنه الأحداث المؤسفة في 13 مايو المنصرم.
* ألا تعتقد ان تعيين ادوارد لينو من قبل الحركة الشعبية كمسؤول عن إدارة أبيي شكل استفزازاً للمؤتمر الوطني ولقاطني المنطقة من غير الدينكا مما ساهم في تفاقم الأزمة؟
هذا تضليل للرأي العام السوداني، بل تضليل مقنن، فالحركة قامت بتعيين لينو مشرفاً سياسياً والحديث عن تعيينه حاكماً كان مجرد ذريعة لاحداث الفتنة بغرض تخويف الحركة الشعبية كي تترك المنطقة لهم، وما حدث في أبيي يجب ألا يتكرر.
نحن نطبق الاتفاقية التي قالت ان أبيي هي منطقة الدينكا والسودانيون المقيمون في المنطقة.
أبيي ليست جزءاً من ممتلكات المسيرية وليست من ممتلكات المؤتمر الوطني، بل هي أرض دينكا وستظل أرض دينكا سواء كانت تابعة لولاية واراب أو لجنوب كردفان.
* ما تقييمكم لعملية نشر القوات المشتركة في منطقة أبيي؟
نشر القوات المشتركة خطوة تتطلب من القيادتين التدريب المشترك ودمجها وممارسة كل الإجراءات العسكرية سوياً حتى يختفي الشعور بالانتماء إلى وحدات خارج منطقة عملهم والتمسك بالمهنية العسكرية دون الالتفاف إلى الاستقطاب السياسي أو الأيدولوجي.
نحن نعتقد ان القادة العسكريين والسياسيين في الحركة وفي المؤتمر الوطني تعلموا درساً بليغاً في الأحداث التي وقعت في أبيي والتي استخلص منها: ان العنف لن يجدي ولن يحقق أي هدف لأي طرف من الأطراف.
* وماذا تم بشأن تعويضات المتضررين؟
العدالة تتطلب ان يعوض الذين تضرروا من جراء ما حدث في أبيي ومن الضروري ان يقوم تحقيق فيما حدث، للتوصل إلى من تسبب فيها وقام بنهب وحرق منازل المواطنين.
* كيف تنظرون لدعوة مجلس الأمن الدولي للسودان بضرورة التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية في تسليم المطلوبين؟
قضية المطلوبين قضية قانونية ويجب على السودان التعامل معها من خلال نوافذ القانون الدولي أكثر من التعاطي السياسي.
الأهم في الموضوع حل قضية دارفور سلمياً حلاً يرضي أهل الأقليم بصفة خاصة والسودان عامة والحل يأتي عبر الاتفاقيات الموقعة، ولماذا استمرت حرب الجنوب لمدة عشرين سنة لأن هنالك من كان يتماطل في الحل السلمي لاعتقاده في النصر العسكري والحل بالقوة وتستمر الحرب وتزهق الأرواح وأخيراً يكون اللجوء للحل السلمي.. والذين يتمادون الآن في استخدام القوة في أزمة دارفور واهمون، ولا بد من حل الأزمة من خلال المحادثات فهي ضرورية بل حتمية إلى جانب آخر هو ان الفصائل الدارفورية المسلحة إذا لم تتفق هي أيضاً حول موقف تفاوضي موحد فإن التوصل لحل سلمي لن يكون سهلاً..[/ALIGN]