هيثم صديق

“الربيع العربي” يغشى السودان

[JUSTIFY]
“الربيع العربي” يغشى السودان

حسب البعض أن موجة (البوعزيزي) لن تغشى السودان بعد أن ذهبت بـ”بن علي” في تونس، والقذافي في ليبيا، ومبارك في مصر.. ثم عبرت إلى اليمن فنزعت من علي صالح الحكم، وغلغلت بشار.. وجعلت تحولاً ناعماً في بعض البلدان الخليجية.
الربيع العربي جاء إلى السودان فزعزع الولاة
أبعد كرم الله من القضارف أولاً، ثم وصل إلى الجزيرة، ولم ينس سنار، وزعزع حتى كرسي حاكم الخرطوم..
ولا تزال التوقعات ترشح بانهيار أسماء، والتوقيعات تجمع لأجل ذلك.

وثائق
انبهلت الوثائق والمستندات فجأة حتى اندهش الناس من ذلك، وقد وصل الأمر إلى خروج أوراق الحراسة لبعض متهمي (التحلل) الأخيرة.
وفي كل يوم تخرج صورة من وثيقة، والطرفة الشرقاوية تفرض نفسها.. “لما وجد مجموعة من الحمالين في الميناء حقيبة تحتوي على ساعات وأحذية رياضية فاقتسموها.. وعند البوابة وقفوا للتفتيش في تمام الثالثة بـ(القديم) فأطلقت الساعات جرساً منبهاً، فتنبه الحراس وأوقفوا أصحاب الساعات للتحقيق، وسمحوا للآخرين بالخروج بمن فيهم أصحاب (الكدارات) التي كانوا يلبسونها.. وهنا اغتاظ أحد الموقوفين، فصاح في الشرطي: “انت يا جنابو (التيم) ده لاعب وين الليلة”..!؟
هكذا أصبحت تتكشف الأوراق.. وتصور المستندات.. وتسقط الأقنعة.. ويتساقط المقنعنون.. وفي انتظار صور جديدة لوثائق جديدة ينتظر الشعب والحكومة كل صباح لينظروا في الصحف وما تحمله من صور وأسرار خرجت من ضيق الأدراج إلى سعة الأثير.
والصور مثل: صور المحبوبات كانت ضنينة في أيام الهوى، فما نشرت إلا وصارت كصورهن بعد العقد معلقة على الجدران ومهداة للأصحاب مع بسمة ونظرة..
وإن كانت بعض الوثائق كصور المحبوبات قبل إعلان نتيجة امتحان المحبة بموافقة أولياء الأمور والخروج إلى النور بختم (والي) الخطيبين.. العروسين وسط باقات دعاء الطيبين..
وبعض المحررين الآن يتهافتون على بعض الذين وعدوهم بصور من وثائق وهم يغنون لهم:
“توعدنا وتبخل بالصورة”
مع العلم أن الصورة تساوي الأصل في زعزعة أوتاد قليلة مع كثرة زعازع..
والأصل ببقى صورة..
لا كما تهتف الحناجر في كل حفلة برائعة ود جبل أوليا ء الطيب مدثر:
“هل ببكي الريد عيونو
في الليالي القاسي طولا”
وإن كان البعض مثل ود التاكا الراحل عبد العظيم حركة لما زهد في المحبوب..
“والصور لو درت برضو
شيلا بي تذكارا شيلا”
وإن قال لي شاعر معروف أن الأصل هو “شيلا بي(مسمارا) شيلا”
وأنا لا أظن ذلك، فصور المحبوبة لا تعلق على جدار، فهي مكنونة مثل وثائق الفساد حتى يقيض الله لها لسان عزول..
هذا وكلما خرجت من وثائق الفساد صورة، صحنا: “أهو داك ماسورة”..!!

[/JUSTIFY]

هتش – صحيفة اليوم التالي