الجزيرة.. هنالك ثمة فرصة
* كانت بداية معرفتي المهنية العامة بالسيد محمد يوسف، رسول البشير لولاية الجزيرة، مع وصول الرجل إلى حقيبة وزارة مالية الخرطوم، ثم اقتربت منه أكثر إبان فترة أمانته لديوان الزكاة الاتحادي، وصولاً لوزارة المالية.
* والحق يقال لله والتاريخ والجماهير، وجدت قلمي ونفسي أمام رجل واقعي غير هتافي وهو يخاطب العقول بالأفكار والأطروحات وليست بالعواطف والاحتشادات.
* فلماذا والحال هذه لا نذهب مع الرجل إلى مرحلة جديدة تخاطب الأزمات، وتبتعد ما أمكن عن الميدانيات والجماهيريات، فالأستاذ محمد يوسف بذلك السمت الرزين والرؤية الثاقبة البعيدة يصلح لتأسيس مدرسة سودانية جديدة في علم الإدارة الاتحادية والولائية.
* غير أني أتمنى عليه أن يكون همه الأول والأخير هو (نهضة مشروع الجزيرة) فلعمري ما الجزيرة بمعزل عن مشروعها الأخضر!، فإذا ما نجح (تيم محمد يوسف) في وضع قاطرة المشروع الضخمة على جادة الطريق، فإن كل الأزمات الأخرى مقدور عليها.
* بحسب مراوحاتي في الفترة الأخيرة في دهاليز هذا المشروع، أرى أن الخطوة الأولى لنهضة المشروع المرتقبة تكمن في جمع وتوحيد كلمة شركاء العملية الزراعية.
* يتشكل مجلس شركاء المشروع من حكومة الولاية ممثلة في وزارة زراعتها، ثم إدارة المشروع، ثم وزارة الزراعة الاتحادية والبنك الزراعي السوداني فضلاً عن اتحاد المزارعين وقواعده.
* يرفض (مجلس شركاء المشروع) كلمته ورؤيته على وزارة المالية الاتحادية ومن ورائها الحكومة والقصر الجمهري، بأن لا شعار يعلو فوق شعار الإنتاج، وهذا لعمري هو الطريق الوحيد لهزيمة الدولار الأمريكي وإعادة الثقة في الجنيه السوداني.
* ليدرك البنك المركزي ووزارة المالية، وهم يومئذ يدركون.. إذن فقط فليستذكرون، بأن الدولار لا يمكن مكافحة جموحه في (فرندات شارع الجمهورية) بقدرما يمكن مجابهته بحواشات مشروع الجزيرة.
* سيدي محمد يوسف لم تكن صدفة وأنت ترسل من وزارة المالية الاتحادية إلى مواطن مشروع الجزيرة، فعلى الأقل في هذه الحالة تدرك قبل الآخرين، أن مليارات الدولارات التي ترهق كاهل خزنتنا المرهقة أصلاً، تذهب لاستيراد القمح والزيوت والألبان، فكل هذه الفواتير الباهظة يمكن تمزيقها تحت قدميك بالجزيرة.
* أرجو ألا تبدد وقتك في جمع صف الحزب وتصالح وتلاقي مكوناته المتنافرة ليكن كل مواطني الجزيرة حزبك وهدفك وبرنامجك ووقتك وذلك حتى تطمئن (التحالفات السياسية الزراعية) بأنك بعثت تربالاً للمشروع.
* هنالك فرصة لأهل الجزيرة ومشروعها ومشروعيتها في النهوض والتعافي، ففي تعافي الجزيرة عافية لكل اقتصادنا العليل وجسدنا الناحل السقيم..
فليوفقك الله.. ويسدد خطاك.
ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]