عالجوا البقر وارحموا البشر
أصدرت الأمم المتحدة مؤخرا تقريرا عن سبل مكافحة الاحتباس الحراري الذي قاد إلى تغيرات مدمرة في الأحوال المناخية، وجاء في التقرير ان تعداد سكان العالم في عام 2050 سيبلغ أكثر من 10 بلايين و500 مليون نسمة (بينما تعداده الحالي 7 بلايين و100 مليون نسمة)، وسيصاحب تلك الزيادة في تعداد سكان كوكب الأرض ارتفاع في مستويات المعيشة، فتساءلت: أليس هذا خيراً وبركة؟ ردت الأمم المتحدة: بلاش هبل وشغِّل مخك يا بتاع «الكسل»، هذه كارثة، لأن قرابة أربعة بلايين شخص إضافي (مقارنة بالحال الراهن) سيكونون بحاجة الى طعام وشراب ومساكن، والطعام الإضافي يعني توفير المزيد من الأراضي للزراعة، وهذا بدوره يتطلب إزالة الغابات، والزراعة بحاجة الى ماء والماء سيزداد نقصا وشحّا، وستكون هناك حاجة الى المزيد من الأبقار لتوفير اللحوم لأكثر من 10 بلايين شخص، ومن الثابت عمليا ان البقرة الواحدة تنتج وتنفث يوميا غازات أكثر من تلك التي ينتجها مصنع للمشروبات الغازية (بالمناسبة هذا كلام صحيح، ويعرف القرويون أمثالي أن البقرة قليلة الحياء، تطلق غازات أمامية وخلفية، تسبب التهاب الجيوب الأنفية الفوري، وأنه إذا وضعت شعلة صغيرة من النار قرب مؤخرة بقرة فإنها تتحول الى كتلة من اللهب بمجرد ممارسة البقرة لعادتها الذميمة في إطلاق الغازات)!
طيب وما الحل يا أمم يا متحدة؟ الحل في تحديد النسل!! إزاي يعني؟ بمنع الزواج، أم (يا نهار اسود ومنيل) بتعقيم الرجال قسرا؟ لا هذي ولا تلك، بل يكمن الحل في أن تقوم الدول الغنية برصد مبالغ ضخمة لتوفير موانع الحمل لشعوب العالم الثالث!! تحسبوني صج أهبل، أيس هذا هو التعقيم القسري نفسه؟ ربنا على المفتري.. الخواجات لوثوا الأرض والفضاء بمصانعهم وتسببوا في ظاهرة التغير المناخي، ويريدون منا دفع الفاتورة بألا تكون الزيادة السكانية الكونية خلال الـ35 سنة المقبلة أكثر من بليون نسمة.. وقليلا، قليلا سيصدر قانون من الأمم المتحدة ينص على عدم إنجاب أي زوجين لأكثر من طفل أو اثنين، وسيكون ذلك القانون وبالا على العرب الذين لم يعودوا يسهمون في التراث الإنساني إلا بالإنجاب الغزير. ولتطبيق مثل ذلك القانون لا بد من شرطة دولية تهاجم بيوتنا نحن أبناء الدول التي وجودها مثل عدمها.. تحدث غارة على بيت مصطفى أبو سرداب، ويتسرب الخبر للجيران فيضطرون الى إخفاء «الفائض» من الأطفال في الفريزر (حتى لا يصابوا بالتلف إذا استمرت عمليات التفتيش طويلا).. وهناك من لديه ثلاثة من العيال ويسعى لتفادي العقوبات الدولية، بالتوسل لزوجين من الجيران: الله يخليكم ممكن تسجلوا ولدي عزوز باسمكم لأن لديكم طفلا واحدا ونعمل «مكاتبة» بأن يعيش عزوز بيننا وأتعهد فيها بالإنفاق عليه خلال فترات المداهمة التي يضطر فيها الى العيش معكم.
قد يبدو هذا السيناريو مضحكا وسخيفا، ولكنه يا جماعة غير مستبعد، وحكوماتنا أسد علينا وأمام الغرب نعامة.. لا تستعجبوا لو حدث بعد سنوات قليلة أن نشرت الصحف أخبارا من شاكلة: إلقاء القبض على صاحبة السوابق المعروفة، السيدة حتشبسوت في جمهورية العنكبوت، متلبسة بجريمة الحمل المتعمد، رغم صدور أحكام سابقة بحقها بعد إنجابها 4 أطفال.. شرطة المطارات الدولية تعتقل أبوشوارب بعد اكتشاف طفلين «فائضين» في حقيبة ملابسه (قبل نحو خمس سنوات فوجئ الشرطي الذي يراقب جهاز فحص الأمتعة بالأشعة في مطار دبي بهيكل عظمي على الشاشة، فأوقف السير الكهربائي واستنجد بزملائه بحسبان أن أحد المسافرين يحمل جثة في حقيبته، وتم تشغيل السير مجددا فإذا بابن آدم حي يمد رأسه.. أراد المسكين ان يكون مع حقيبته خوفا عليها من السرقة فرقد على السير وهو ممسك بها.
جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]