مقالات متنوعة
السودان ..هذا البلد المحتار
لم ينل الاقتصاد استقلاله الكامل وانما ظل تحت سيطرة العملات الاجنبية
ولم ينل المواطن حريته كما خلق الله في بلاد الله الواسعة ، وانما يعيش
في وهم اثر وهم ووعد اثر وعد من كل حكومة اتت وحكمته
وانما كل شيء يسير بتفس الوتيرة او بوتيرة ابطأ ولاجديد فيها
واجلست الشعب السوداني على مرجيحة السياسة والاحزاب وتغيير الحكومات
، خرج في مظاهرات حين كان لايعرفها انسان شرقي او عربي او ربما
افريقي حتى ، تصدرنا مانشتات الصحف العربية والغربية،
استطعنا ان نهز عرش الملكة في بريطانيا ، وكنا اول من سن قطع
الرؤوس للمعتدي او المستعمر.
.فقد كان رأس غردون باشا قربانا لهويتنا السودانية و تعاقبت الحكومات بتعاقب الايام بل
حتي تعاقب حكوماتنا كان اسرع من تعاقب الايام ، وتلونت الوانها السياسية ،
باثواب متعددة حتى غيرت ملامح اهلها ،، !!!!
اوجدت السياسة في بلادي او افرزت حالات غير مسبوقة في العالم فهي غبر معروفة
أحزبية هي او جهوية ام عائلية دينية ،، تناطحت وتقاسمت واعتركت على ظهر
المواطن فسحقته حتى اصبح ضيفا وهدفا لمعتركين دون ان يعلم ماذا تكون مكافأته ..
لم يحدث شي يذكر في تغيير سلوك ونمط المواطن السوداني ، ظل كما هو ، وانما
يزداد سلبية يوم بعد يوم ، وكأنه اصبح غريبا في دياره ،، وانسان بهذا النمط
والسلوك حتما سيكون هو الرحم التي ستنجب القادمين من حكام ومسؤلين ومدراء ،
ولتتكرر الدورة ، والعلماء توصلوا الى ان تكرار الجيّنات يضعف في النشيء الجديد ..
اذن لم نعيب على حكوماتنا سلوكها وتصرفها اذا كان هذا هو نمط الانسان السوداني .
. سلبي ، متردد لايتحمل المسئولية او بمعنى لايراقب نفسه في اداء مهمته ، الكل يقصر
ولا يؤدي دوره ويسرع لتبخيس غيره الكل لايحب الوطن بقدر ما يحب ان يكتسب مكانا ،
ومالا والولاء لرموز واشياء قبل الولاء للوطن .
. وسبحان الله خارج وطنه مضرب مثل لكل شيءاو سلوك رائع او حضارة و كفاءة
لقيام دولة حديثة ..
السؤال الذي تبادر الى ذهني هل مايحدث عيب في الحكومات ام في المواطن الذي
انجب الحكومات ،،التاريخ يقول اننا كدولة من دول العالم الثالث والثالث المتخلف جدا
لايصلح لحكمنا غير الحكومات العسكرية فهي الوحيدة التي حاولت ان تقدم شيئا للسودان
وحتى الحكومة الحالية حين كانت عسكرية كان هناك ضبط وربط والحرامية قليلون جدا
والقرار مطبق والكل يعرف الثاني ..
وطبعا حكومة العساكر دائما اقل صرفا وبذخا من الحكومات المدنية المترهلة كالتي
نعاني ويلاتها حاليا ..
لا احد ياتي ويمحور الكلام لجهة ما ، فانا اتحدث عن السودان منذ الاستقلال لان حاله
هو الحال نفسه لم تستطع حكومة ان تبعد الجيش من التدخل في السلطة او تعلم المواطن
ان يختار حكومة بعيدة عن الانتماء الاسري او الجهوي ..وزيادة في خلق تعصب من البعض
لافكار وايدلوجيات او نوعية دون ان يعرف ماهي نظريتها لممارسة السلطة ..
واتقدم باقتراح الى جانب مترشحي الرئاسة في الانتخابات القادمة يكون هناك مرشح مبهم
ويسمى بالمجلس العسكري ويتكون من اكبر 12 رتبة عسكرية في السودان ..
انا متأكد انهم سيفوزون ,, وساعتها فليحكموا السودان بيد وسوطها مرفوع على كل سارق
وكل متبجح بالوطنية وهو يخرب في الوطن ..
الغاء كل مايسمى حزبي وسياسي ، اغلاق اي مناشط ظلت تفرخ لنا مدعّي الوطنية
والسياسة ، وهم عاطلون عن العمل ..
هناك من يضحك على مثل هذا القول وله العذر ولكن ماذ يقول من يئس من ان يخرج
الينا من يستطيع ان يوحد الشعب في كلمة واحدة ويتبعه ويقود البلاد الى بر الامان..
بالله عليكم فقط انظروا الى الدول التي هي اكثر استقرار .. هل هي الدول ذات الاحزاب
المتعددة . ام ذات الحكم الغير حزبي او احزاب محدودة.. امريكا حزبان .. بريطانيا حزبان ،فرنسا
استراليا روسيا ، كلها ان كان هناك حزب فهو لايذكر ولايعكر صفو الحكومة
كما يفعل عندنا جماعة الحزب الفلاني والعلاني ..
ربي ارحم ها البلد فقد قتله اهله عنيةً
المثنى