مكي المغربي

كتاب الأسلوب … والنقص السوداني!

[JUSTIFY]
كتاب الأسلوب … والنقص السوداني!

طلبني مركز راسلات لمحاضرة عن كتب الأسلوب في المؤسسات العربية والدولية، وبالرغم من وفرة المادة المقدمة وجودتها فقد أعياني البحث والاتصال مع الصحف السودانية للحصول على كتاب أسلوب سوداني.

أرجو أن أكون مخطئا وأتمنى … كل الصحف السودانية التي تصدر حاليا وهي حوالي 50 صحيفة لم تصدر “كتاب أسلوب” خاصا بها ولم تستلف “كتاب أسلوب” من مؤسسة أخرى. كتاب الأسلوب هو المرجع الذي يحدد الخيارات اللغوية والمعلوماتية في قضايا بعينها، ومنها هل يؤخذ بالقاعدة؟ خطأ مشهور خير من صواب مهجور! ومتى وأين تكوت هذه القاعدة نافذة ومتى وأي يلغى استخدامها.

نعم صحيح توجد أقسام تصحيح وتدقيق لغوي ممتازة في الصحف السودانية وتوجد قامات وكوادر ممتازة فيها ولكن كتاب الأسلوب شيء آخر غير قسم التصحيح وغير الخيارات اللغوية المستقرة في أذهان المصححين والمدققين اللغويين السودانيين.

من أجمل ما كتب عن كتب الأسلوب ما جاء في مقدمة كتاب الأسلوب لصحيفة الحياة اللندنية العربية وهي صحيفة رشيقة وجميلة اللغة:

الصفحات التالية لا تمثل كتاباً في الصرف والنحو أو كتاباً كاملاً في الأسلوب الصحافي الحديث، بل هي خليط من هذا وذاك يمثل ما نفضل في استعماله لتجنب ما هو خطأ أو ضعيف في اللغة، ولتوحيد الأسلوب.

يمكننا القول إن كتب الأسلوب الموجودة حاليا في دور النشر الدولية والعربية لا تخرج عن هذه الأصناف الثلاثة:

1 مؤلفات أكاديمية شاملة معززة بوجود مكتبة ملحقة بقسم التحرير.

2- مسرد للأخطاء الشائعة وبعض القواعد المتفرقة الخاصة بالمؤسسة.

3- مسرد للقضايا الخلافية وخيارات المؤسسة مع بعض القواعد المتفرقة الخاصة بالمؤسسة.

بعض الكتب يضاف إليها قواعد و رموز التصحيح اللغوية ولغة السكرتارية الداخلية. وبعضها الكتب سرية غير علنية وبعضها عرفي لفظي غير مدون وبعضها محتكر لدى قسم التصحيح والتدقيق اللغوي أو لأشخاص فيه. بعضها أيضا مدعم بقواميس وخيارات ترجمة محددة.

هنالك شرح ممتاز أيضا بقلم الأستاذ عثمان العمير رئيس تحرير صحيفة إيلاف الالكترونية:

لكل مؤسسة إعلامية كبرى كتاب أسلوب يتضمن القواعد الأساسية التي يتوجب استخدامها في صياغة موادها التحريرية. ولا شك أن الأساس في هذه القواعد أن تستند إلى القواعد النحوية المستخدمة في اللغة العربية، لكن هذا لا يمنع من أن يستند بعض هذه القواعد إلى استخدامات جديدة غير ملتزمة بقواعد النحو باعتبارها من الأخطاء الشائعة المقبولة، التي اصطلح على استخدامها، وذلك اعتمادا لقاعدة “الخطأ المشهور بدلا من الصواب المهجور”.

فالمهم في أي كتاب أسلوب أن يكون علامة تعكس الشخصية الخاصة للمؤسسة الإعلامية والطابع التحريري الذي تنفرد به، دون إخلال بأسس النحو والصرف التي بنيت عليها اللغة العربية.

ويتجدد السؤال … أين السودان من هذا التطور؟
[/JUSTIFY]

نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني