تحقيقات وتقارير
في ندوة بكين غيبت الحركات وحضرت الحكومة
وشارك من السودان فى الندوة وكيل الخارجية مطرف صديق،ووكيل وزارة الشؤون الانسانية شارلس ميانق، وممثل السلطة الانتقالية لدارفور ابراهيم مادبو، والاكاديميان الدكتور الطيب حاج عطية والدكتور محمد محجوب هارون.،وممثل عن المنظمات الانسانية السودانية «اسكوفا».
وناقشت الندوة على مدى يومين أزمة دارفور واسبابها وتطوراتها، وتداعياتها الامنية والانسانية،وفرص حلها وتسويتها السياسية ومسؤوليات المجتمع الدولى ازاءها.،ودرست المشكلة بابعادها «هل هى مشكلة موارد ام حكم ام سياسة مركزية».
ولفت بعض المشاركين الى غياب حركات دارفور وعدم دعوتها باعتبارها طرفا اساسيا ،وبدا واضحا ان الصين كانت حريصة على تبرئة نفسها من اى مسؤولية او تقصير تجاه أزمة دارفور،كما تسعى منظمات عالمية انسانية وحقوقية الى ذلك،وارادت ان تبعث برسالة الى المجتمع الدولي انها ليست متواطئة مع الخرطوم، ولا تشاركها المواقف تجاه ما يجرى فى الاقليم، وان صداقتهما وتعاونهما وشراكتهما فى انتاج النفط ليست لها آثار سالبة تجاه الأزمة.
وطرح مساعد وزير الخارجية الصينى موقف بلاده من قضية دارفور وقال ان تطورات الاقليم ترتبت عليها اوضاع امنية وانسانية قاسية،ورأى ان المسؤولية الرئيسية هى مسؤولية الحكومة السودانية، ودعا الى احترام سيادة السودان، كما تحدث عن المساعى الصينية على المستوى الانسانى.
وقال تشاي إن الجانب الصيني يعتقد أن الأطراف الثلاثة وهى السودان والاتحاد الافريقي والأمم المتحدة ، يجب أن تلعب بالكامل دور المفاوضات الثلاثية كقناة رئيسية لتعزيز نشر بعثة القوات الهجين للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي في وقت قريب، من خلال الحوار والتشاور على قدم المساواة. وأضاف أنه من جهة أخرى، يجب الدفع قدما بعمليات حفظ السلام والعملية السياسية بشكل متزامن من أجل تحقيق نتائج ملموسة للمفاوضات. والمهمة الملحة الحالية للمجتمع الدولي هي دفع احزاب المعارضة في دارفور لتوحيد وجهات نظرها، وتهيئة الظروف لمحادثات السلام. واشار تشاى الى انه بجانب ذلك، يجب تحسين الوضع الانساني والأمني في دارفور بشكل مستمر. وأضاف أنه ينبغي أن يتحقق وقف اطلاق النار من أجل ضمان سير المساعدات الانسانية بسلاسة، وعلى اساسها يجب على المجتمع الدولي توفير مساعدات تنمية لهذه المنطقة، ومساعدة السكان هناك فى اعادة بناء منازلهم. وطبقا لتشاي، فإن حل قضية دارفور ما زال يواجه صعوبات تتضمن تأخير نشر القوة المتعددة الجنسيات، وعدم كفاية المعدات والدعم اللوجستي، وجمود العملية السياسية نتيجة رفض بعض جماعات المعارضة فى دارفور الانضمام إلى المفاوضات السياسية، والوضع الأمني المضطرب جراء الاشتباكات بين القوات المناهضة للحكومة والجيش الحكومى. وقال تشاي إن حل قضية دارفور يعد «مشروعا منظما » يشمل عمليات حفظ سلام، وعملية سياسية، وتوفير الأمن والمساعدات الانسانية، واعادة بناء الاقتصاد، والتنمية الاجتماعية، مضيفا أن الصين ستبذل جهودا مشتركة مع المجتمع الدولي للعمل على حل هذه القضية.
واشار المبعوث البريطانى الى حالة عدم الثقة العميقة بين المجتمع الدولى والحكومة السودانية، وانتقد حركات دارفور وتفككها وتعددها،كما انتقد غياب التنسيق بين اطراف المجتمع الدولى وتكاثر المبادرات لحل الأزمة،ولفت الانتباه الى ان المجموعة الاوربية مشغولة بالعدالة الانتقالية فى دارفور،وشدد على ضرورة اللجوء الى سياسة الافلات من العقاب.
ودار فى الندوة جدل ونقاش واسع حول دور المحكمة الجنائية الدولية ،وأخذ عليها بعض المشاركين انتقائيتها واستخدامها اداة للاقوياء ضد الضعفاء، ورأى آخرون ان توقيت طرح قضية دارفور على العدالة الانتقالية قد يضر بعملية السلام ويعطل مساعى التسوية السياسية،بينما نادى مشاركون بالبحث عن سيناريوهات بديلة تجعل من اقرار السلام اولوية من دون الاضرار بالعدالة.
كما ابدى اكثر من طرف مشارك ملاحظات فى ان المجتمع الدولى يعطى اولوية للترتيبات العسكرية فى دارفور على حساب العملية السياسية.
وقال مطرف صديق ان المسؤولية الاساسية تجاه أزمة دارفور هى مسؤولية الحكومة وان المجتمع الدولى ينبغى ان يلعب دورا مساعدا وليس رئيسيا، وان التحدى الاساسى الذى يجب ان يتصدى له المجتمع الدولى هو المساعدة فى التوصل الى اتفاق شامل لوقف العدائيات أولا قبل كل شىء، كما شدد على ان ان المسار السياسى ينبغى ان يكون رئيسيا، ويجب ان يشمل حملة السلاح،مع ضرورة اشراك مواطنى دارفور خصوصا المتأثرين بالحرب.
وطرح اكثر من طرف اولوية اعادة الاعمار وتوفير بيئة مواتية لاعادة النازحين واللاجئين الى ديارهم وتفكيك مخيمات النزوح، وبعث الحياة فى الاقتصاد الدارفورى،من خلال مشروع تنموى كبير يلعب المجتمع الدولى دورا اساسيا فى تمويله باعتبار ان ذلك سيكون مدخلا جاذبا لكل مواطنى دارفور،وهو ما يمكن ان يغرى حملة السلاح للانخراط فى عملية السلام.
وشددت اطراف عدة مشاركة فى الندوة وخصوصا الغربية والاكاديميين منها على ضرورة استخدام الصين علاقتها الجيدة مع الحكومة السودانية لتسريع تسوية أزمة دارفور، وطالب دبلوماسيون غربيون بكين بوقف مد السودان بالسلاح حتى لا يستخدم فى تأجيج الاوضاع فى دارفور حسب رأيهم، وحاولت الشركة الصينية للبترول التى تستثمر فى النفط السودانى ان تنفى اى اتهام لها بلعب دور سالب وعرضت خلال الندوة جهودها الانسانية والتنموية والخدمية فى السودان.
بكين: الصحافة
[/ALIGN]